نافذة الجمعة

المهندس السعودي جابر محمد آل صليع

لأن الأسماع والأبصار الآن – في ظل اعوجاج الاهتمامات – لاتكاد تغادر أخبار وصور أبطال أقل مايمكن أن يقال عنهم أنهم بعيدون عن فعل الإنجاز الحقيقي ، ولايشكلون في واقع الأمر أي قيمة مجتمعية مضافة يمكن أن تُحسب أو يُعتدّ بها في المقاييس الطبيعية الصحيحة للنهضة والتطور وتنمية الدول ؛ لأن الأمر كذلك ، ولأني أكتب دائما في هذا المجال ، مجال لفت الاهتمام ومناشدة الرأي العام لأن يبذل الجميع محاولات للارتقاء بمفهوم النجومية وعدم قصره في مجال الطرب والفن والرقص والرياضة وما شابهها من مجالات لاننتقص من قيمتها لكنها ليست أولوية تستحوذ كل هذه الأضواء فيما تغيب وراءها قسرا وإهمالا مجالات الفكر والإبداع والتميز العلمي .

بين يدي خبر ، هو بحسب منطق العقل يفترض أنه محل احتفال وافتخار ، تطير لأجله (الركبان) وتتراكض من فرْط الفرح به فضائيات ووسائل إعلام ، لكنه وفق المعمول به في سلم الأولويات والاهتمام المائل ؛ فإنه : ولاشيء ! ولايشكل إنجازا أو بطولة ، ولايمكن أن يلتفت له نظر أبنائنا المهووسين بـ ( رونالدو) و( ميسي) و ( نيمار)و… إلخ فيعرفوا – على الأقل – أن في أوطاننا وبلداننا العربية طاقات وكفاءات لاتقل شأنا عن أمثالهم في الغرب ، وأن لدينا علماء وأطباء ومهندسين يمكن أن يسبقوا أضرابهم هناك ويتفوقوا عليهم ، وأنهم بالعلم والمثابرة يستطيعوا أن يمتطوا صهوات التميز والمنافسة في مجالات وآفاق صارت حكراً على عالم آخر غير دولنا التي يُراد لها أن تبقى متخلفة ومحبطة ، ولاتفكر في نجومية علوم البحار أو الفضاء أو الذرة أو… إلخ .

في المملكة العربية السعودية – مثلاً – نجوم في مراتب علماء وخبراء وأطباء ومهندسين يستحقّون أن يعرفهم أبناءنا ، ويحفظوا أسماءهم ويعرفوا إنجازهم ويضعوهم قدوات ونماذج . فمؤخراً تم تكريم مهندس سعودي اسمه جابر محمد آل صليع تمكن من تحديد موقع الطائرة الماليزية المنكوبة في الحادث الذي وقع قبل حوالي عام ونصف عبر دراسات خاصة به ، حيث سجّل كل المعلومات المتوفرة عن رحلة هذه الطائرة من مطار الإقلاع وجهة الهبوط المفترض والمسافات وساعات الطيران وكميات الوقود اللازمة وآخر نقطة ظهرت بها الطائرة على شاشات الرادار، وتابع اتجاهات التيارات الهوائية من خلال النشرات الجوية للطقس آنذاك. ثم أبلغ هذا المهندس المتميز – عن طريق البريد الإلكتروني – الخطوط الماليزية بالنتائج التي توصل إليها وحدّد لهم موقع الطائرة إلا أن إدارة الشركة تجاهلت حينها هذه النتائج وظلّ موقعها كما اللغز الذي صعُب فكّ طلاسمه .

لكن الحكومة الماليزية قد أعلنت بداية هذا الشهر عن العثور على أجزاء من هذه الطائرة قرب جزيرة رينيون الفرنسية بالقرب من سواحل جزيرة مدغشقر، وهو الموقع ذاته الذي توصل إليه المهندس الاستشاري السعودي البارع جابر محمد آل صليع منذ الأيام الأولى لاختفاء الطائرة ، سابقاً ومتجاوزاً قدرات أجهزة وأطقم بشرية دولية ظلّت تبحث وتعمل على فك  طلاسم اختفاء الطائرة كل هذه الفترة !!

يُذكر أن المهندس آل صليع يحمل درجة المستشار من هيئة المهندسين وقد درس الهندسة الميكانيكية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وله من الخبرة العملية 20 عاما قضى أكثرها بشركة أرامكو السعودية.

سانحة:

من كثرة ما نسمع عن حالات استقالات وإحباطات و(تدميرات ) للكفاءات وانتقالها إلى القطاع الخاص أو حتى خارج البلاد ، لا أدري ؛ هل لازال في الوقت متسع لأن يتولى ديوان الخدمة المدنية أو أية جهة في الدولة دراسة هذه الظاهرة المتزايدة السيئة ، والعمل على وقف نزيف الكفاءات والطاقات والحدّ من هذه الخسائر .

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s