بينما أشبه بحالة استنفار صحي كبيرة تجري في المملكة العربية السعودية لمواجهة تفشي مرض ( كورونا ) متلازمة الشرق الأوسط التنفسية ، إذ تم تسجيل عدد (49) حالة جديدة خلال الأسبوع الماضي منها (47) حالة في العاصمة الرياض . وتقوم الجهات الصحية المختصة هناك ببذل جهود واسعة لاحتواء المرض الذي بلغ عدد الحالات المؤكدة المصابة بفيروسه منذ بداية ظهوره (1141) حالة ، وتعمل بكامل طاقتها لمنع انتشاره خاصة بالنظر إلى قرب موسم الحج .
حملات توعية وبرامج تحذيرية وتثقيفية ، واستعدادات واحتياطات وخطط وتجهيزات في المستشفيات والعيادات ، ومختبرات صحية متنقلة وغيرها من إجراءات هي قائمة على قدم وساق في مختلف مناطق المملكة العربية السعودية ، تتماشى مع خطر تفشي هذا الفيروس القاتل ، وحفظاً لصحة المواطنين والمقيمين وحجاج بيت الله الحرام .
سياسة المكاشفة وأعلى درجات الشفافية وتوفير كل المعلومات والبيانات عن المرض وحالاته الجديدة ، هو من أكثر ماتتميز به السلطات السعودية في مشروع مجابهتها للـ ( كورونا ) حتى أن يوم الخميس الماضي عقدت وزارة الصحة هناك مؤتمرين صحفيين ، كل مؤتمر منهما حضره أحد وكلاء الوزارة إعلاء للمسؤولية وبياناً عن حجم الاهتمام الفائق ، تم فيهما الإعلان عن مستجدات الوضع الحالي لانتشار المرض وبيان استعدادات الوزارة في الحج تجاه هذا المرض واحتياطاتها واستعدادتها .
وبينما الأمر كذلك في الشقيقة السعودية التي لايفصلنا عنها سوى بضعة كيلومترات ، هي مسافة الجسر الذي يربط بين البلدين ، وتتدفق عليه بشكل يومي أعداد بشرية تتعدّى خانة عشرات الآلاف ، ذهاباً وإياباً ؛ فإن الأمر مختلف عندنا ، ولايبدو أن هنالك أية استعدادات موازية أو كلام عن احتياطات أو ارتفاع مستوى التحوّط والتحسّب لوباء ( قاعد ) ينتشر عند الجيران ، وهنالك تخوّف من أن يصل إلى حدّ ( الجائحة ) .
ولعلّنا نستذكر أنه قبل حوالي ثلاثة أسابيع – أقلّ أو أكثر – تم الإعلان في كوريا عن اكتشاف إصابة مواطن كوري بمرض ( كورونا ) حال وصوله من البحرين ! أمنيات الخير والسلامة وأملنا أن تكون – بالفعل – الأمور طيبة عندنا ، ولاوجود للمرض في ربوع وطننا العزيز ، لكن يبقى من المؤسف أنه في ظل هذه الاستعدادات الضخمة والمخاوف الواضحة في المملكة العربية السعودية من الانتشار الوبائي لهذا المرض ؛ ألاّ نرى ولانسمع عندنا مايتناسب معها رغم القرب الجغرافي الشديد لنا ورغم الاندماج الشعبي بين البلدين !!
سانحة :
هل ستصبح أخبار التفجيرات الإرهابية المتكررة والغريبة على مجتمعنا أخباراً عادية ؟! حسبنا الله ونعم الوكيل ..