نافذة الجمعة

إذا دلق سهيل لاتأمن السيل

علم النجوم والطوالع هو علم قائم بذاته ، تطوّرت دراسته وأصبح له متخصصون وخبراء تجوب مراصدهم ومجاهرهم عباب السماء الفسيحة ، يسجلون حركة النجوم ومواقعها ومواعيدها بمنتهى الدقة . وقد تم تأليف كتب ومراجع علمية في هذا المجال ، هي محل استمتاع عند قراءتها والاطلاع على ماتخفيه في متونها . ولكن هذا العلم على تطوّره واتساع رقعة التخصص فيه إلاّ أنه كان في سابق الزمان ( لعبة ) الآباء والأجداد ؛ يعرفون تفاصيل نجومه ومواعيد طلوعها ويحصون فوائد كل منها والتغيرات المناخية والبيئية التي ستترتب على طلوعها ، وقبل ذلك كانوا يستدلّون بها في برّهم وبحرهم قبل أن تظهر أدوات الملاحة الحديثة والجغرافيا التطبيقية مثل ( القارمن ) GPS وماشابهها .

وفي الواقع ؛ فإن الطوالع كثيرة ، تملأ السماء ، لكن اعتاد أهل شبه الجزيرة العربية على أن ينتظروا بفارغ الصبر نجماً معيناً يختفي عن الأنظار فترة من السنة ثم ما يلبث أن يعود إلى الظهور في أواخر شهر أغسطس بحيث يكون ظهوره بمثابة إعلان لبداية انقشاع فترة حرارة الجو والعودة التدريجية لاعتداله . ويُطلق على هذا النجم اسم ( سهيل ) الذي يعني في اللغة العربية : وسيم، لامع، النبيل، المجيد، من السهل الجارية، وهو تصغير لكلمة ( سهل ) . أما في الاصطلاح ، فهو – بحسب موسوعة ويكيبيديا – ثاني ألمع نجم في السماء ليلا بعد الشعرى اليمانية، ويأتي بعده مباشرة في الترتيب حارس السماء طبقا لقائمة أشد النجوم سطوعاً ، ويعني ظهوره بداية التغير الفصلي .

ربما في هذا العام الذي شهدنا فيه حرارة للجو غير مسبوقة ، وتختلف عن السنوات السابقة ؛ كان انتظار ( سهيل ) أيضاً مختلف ، ترقبه الصغار مثل الكبار ، وامتلأت وسائل التواصل الاجتماعي بعبارات الشوق إليه . وبحسب المتداول فإن هنالك من ذكر أن نجم سهيل طلع يوم الأحد الماضي ومنهم من قال أنه طلع يوم الخميس ؛ لكن في كل الأحوال فإن تحسنا بسيطاً في الجو قد حصل بالفعل نستطيع من خلاله أن نؤكد أن ( سهيل ) قد أخذ مكانه الآن بين النجوم التي أصبحنا بسبب التلوّث وشاهق البناء لانتمكن من رؤيتها ومتابعتها ، ومن ضمنها حبيبنا النجم ( سهيل ) الذي قيلت فيه أمثال وصيغت أهازيج وأبيات شعر كثيرة تدل على مكانته وأهميته ، ومن أشمل الأقوال فيه ” كل شي يَحْسُنُ ويَسْمُنُ ويَجْمُلُ.. مع دخول نجم سهيل ” .

سانحة :

يقول العلّامة الفلكي الدكتور الفاضل وهيب الناصر أن طلوع نجم سهيل هو موسم موسم يكثر فيه سمك الصافي والربيب والبدح واللحلاح ، وفيه تحرث الأرض وتبذر الأشجار والشجيرات، وتزرع فيه البقول والخضار ، وفيه تهبّ رياح الكوس أو الرياح الجنوبية الحارة والمشبعة بالرطوبة، و تنكسر حدّة الحرارة، ويفيء الظل بعد أن كان شبه معدوم خلال فصل الصيف عند الظهيرة. ويبدأ طول الليل وقصر النهار فيبرد آخر الليل.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s