هو تعبير طاريء لم يكن معروفاً في سالف أزمان أيامنا الجميلة ، ولايُأبه به في أحكام الشرع وعلومه ، ولايُعتدّ به في أعراف الناس وقيمهم لولا أن العوار الذي أصاب مداميك البنية الاجتماعية والمنظومة القيمية عندنا قد سمح لأن تكون مثل هذه المفردات الشاذة والغريبة أساساً على مجتمعاتنا ؛ عادية ومألوفة ، وغير مستنكرة . فالخمور : صارت مشروبات روحية أو كحولية . والزنا : حرية شخصية . والرقص والطرب : ثقافة ، وهكذا .
بدون رضاها ؛ عبارة صرنا نقرأها في كثير من حوادث التحرش والاعتداء الجنسي التي يجري نشرها ، حيث أنها غدت مصطلحاً لتبرير جريمة الزنا من خلال تقسيمها إلى نوعين : نوع برضاها ونوع آخر بغير رضاها . بينما الحقيقة التي يجب العودة لها والاحتكام إليها أن الزنا جريمة واحدة . وإن وضع ( نوع برضاها ) كان هو الطريق لفتح أبواب الدعارة وتسهيل الانحلال في مجتمعاتنا ، اعتماداً على أن ( نوع برضاها ) مقبول وحلال ، ولايجرّمه القانون ، على عكس ( نوع بغير رضاها ) الذي شُرّعت له عقوبات وجزاءات فرَط منها النوع الأول !!
من الأخبار المنشورة عن مثل تلك الحوادث التي رغم خروجها عن المألوف من العادات والقيم والتقاليد الموروثة إلاّ أنها صارت تتكرّر وتمرّ علينا مرور الكرام مع أنها – من كثرتها – كالنار توشك الوصول إلى أبواب بيوتنا وجنباتها .
يقول الخبر المنشور في صحافتنا المحلية أن خادمة منزل حملت سفاحاً واتهمت كفيلها وشقيقه وصديقه بمعاشرتها معاشرة الأزواج ست مرات بدون رضاها ، في بيته وفي مكتبه وفي ملحق ببيته . وتم القبض عليها عندما أجهضت جنينها . وعلى مايبدو الآن فإن المطلوب هو إثبات أن مواقعتها قد تمّت – مثلما قالت – بدون رضاها حتى يمكن معاقبة الكفيل وصحبه ، أما إن ثبت أن هذه المواقعة ( الزنا ) قد تمّت برضاها ؛ فإنه لاتثريب ، ولامؤاخذة قانونية ، ولا يوجد حتى عقاب أو سؤال عن انتهاك الحقّ العام في المجتمع والتعدّي على حرماته ، أو هكذا يُفترض . وليبقى في النهاية أن هذا النوع من الحوادث والجرائم ، سواء برضاها أو بدون رضاها ، إنما تُشكل نزفاً مجتمعياً في القيم والأخلاق والسلوك ، كلنا معرّضون للإصابة من حممه وآثاره .
سانحة :
التمسك بالإسلام يعني الرجوع إليه في كلّ أمر ، وفي كلّ وقت ، فلايجوز أن نتمسك به نهاراً ونتجنبه ليلاً أو العكس ، ولايجوز الرجوع إلى أحكامه والتمسك بتعاليمه عند الحاجة ونميل عنها إن رغبنا .. فالإسلام كلّ لكلّ .