في العام الماضي ، بتاريخ 26 أبريل 2014م أعلن السيد جوزيف آدم إيرلي السفير السابق للولايات المتحدة في البحرين خلال مقابلة صحفية أن ” الولايات المتحدة لم تبذل الجهود الكافية لدعم حكومة البحرين منذ أن عصفت بها مظاهرات الربيع العربي قبل ثلاث سنوات، وأن إدارة الرئيس باراك أوباما تعاملت مع هذه الأزمة بطريقة غبية وقليلة التبصر” فقد تعرضت البحرين، التي تعد مقرا لقاعدة الأسطول الخامس التابع للبحرية الأمريكية، لاحتجاجات شابتها أعمال عنيفة في بعض الأحيان منذ أوائل عام 2011 ” وقال أيضاً في تلك المقابلة : ” أود أن أوضح أنني لست معجبا بالسياسة الأمريكية تجاه البحرين في الوقت الحالي، ولا أعتقد أن الولايات المتحدة تبنت نهجا داعما بما فيه الكفاية للحكومة البحرينية “. وقال أيضاً : “أعتقد أننا قد أخطأنا تماما في نهجنا وعلاقتنا مع المعارضة… لقد جعلنا الأمور أكثر صعوبة.. وهذا فيما أظن ما أسهم في تعقيد الأمور هناك».
وفي العام نفسه ، العام الماضي ، بالضبط في تاريخ 22 مايو 2014م يظهر علينا السفير البريطاني الأسبق هارولد ووكر بتصريح صحافي حمّل فيه الإيرانيين والإعلام الإيراني المسئولية كاملة عن أحداث العنف في البحرين.. معتبرا إياهم شركاء في دعم الإرهاب بالبحرين أيضا.. مؤكدا أن الإعلام الإيراني استخدم الأزمة التي مرت بها البحرين كسلاح سياسي للضغط على المنطقة، وأن إيران تتدخل في البحرين منذ مجيء الخميني إلى السلطة.
وفي يوم الخميس الماضي 10 سبتمبر 2015 أكد القائد السابق للأسطول الأمريكي الخامس الأدميرال جون ميلر في لقاء صحفي معه : “أن إيران هي التي تقف وراء عمليات تهريب مختلف أنواع الأسلحة إلى الإرهابيين في مملكة البحرين ” وقال أيضاً :” إن نفي إيران هذا الدور في دعم الإرهابيين تدحضه البراهين والأدلة ومنها اعتراف المتورطين البارزين الذين اعتقلتهم الأجهزة الأمنية البحرينية وإقرارهم بأنهم حصلوا على الأموال من إيران، وخضعوا للتدريب تحت إشراف الحرس الثوري الإيراني أو أحد حلفاء إيران الذين يدورون في فلك نظام طهران، مثل حزب الله اللبناني
وهكذا تظهر علينا بين حين وآخر تصريحات ومقابلات صحفية لساسة وسفراء أمريكان أو بريطانيين أو ماشابههم ، ينتقدون سياسات زعمائهم ويعارضون مواقف بلدانهم تجاه أزمة البحرين ، ويؤكدون حقائق ويؤيدون موقف الدولة وتدابيرها ، ويقولون ذلك ( بالفم المليان ) عبر وسائل الإعلام ، بصورة وفهم منطقي وكلام عادل ، لالبس فيه ولاغموض . لكن مشكلته الوحيدة تكمن في توقيته ؛ حيث كان الأمل منهم أن يتصدّوا لإعلانه عندما كانوا في وظائفهم في بلادنا ، في مواقع القرار وليس عندما خرجوا من مراكزهم أو في خريف أعمارهم فيكون كلامهم حينئذ أشبه بـ (expired) .