راصد

عد رجالك ورْد الماء

يقولون في منطق الأشياء : أن تأت متأخراً خير من ألاّ تأتي . وهذا بالضبط مايمكن أن نطبقه على الخطوة الجريئة التي أقدمت عليها مملكتنا العزيزة ، والمتعلقة برفع شكوى رسمية على الجمهورية الإيرانية الإسلامية لدى الأمم المتحدة ، وسبقتها بسحب سفيرنا في طهران والطلب من القائم بأعمال السفارة الإيرانية في البحرين مغادرتها . وذلك على اعتبار أن ما يجري اكتشافه خاصة في الأشهر القليلة الماضية من دلائل وبراهين على تورط ودور إيراني مشبوه يسعى جاهداَ لإثارة الفوضى بشتى السبل . سواء بتهريب الأسلحة والمتفجرات أو التدريب على تنفيذ عمليات إرهابية أو ماشابه ذلك مما لم يعد خافياً قيام السلطات الإيرانية أو من ينوب عنها بتوليه وتغذيته في عدد من البلدان العربية والإسلامية ، استهدافاً للتوسع وتغلغل النفوذ.

منهج الصبر والأناة الذي اتبعته الدولة منذ عدّة سنوات تجاه كل هذا الحجم الكبير من التدخلات الإيرانية المشينة والمخالفة للأعراف الدولية فضلاً عن تجاوزها الاحترام المطلوب للجوار ؛ لم يكن ليستمر إلى مالانهاية ، وقد ضجّت أصوات الغيورين والمخلصين لهذا الوطن بضرورة اتخاذ خطوات وإجراءات تسهم في الردع وتنبه المجتمع الدولي إلى خطورة هذا التدخل الممنهج ونأمل أن تتبع هذا الإجراء إجراءات أخرى .

والمطلوب الآن ألاّ تقف هذه الإجراءات عند الحدود البحرينية ، فالموقف الخليجي الموحد سيكون قادراً على لجم التطلعات الإيرانية ليس في البحرين فحسب وإنما كل دول مجلس التعاون الخليجي التي مامن شكّ أن الأطماع الصفوية تريد أن تلتهمها وتستكمل به هلالها .

ولاشك أن التطورات والتداعيات الخطيرة التي تحيط ببلادنا وعموم دول المنطقة تستدعي منتهى درجات الحذر والتأهّب حيث أن الأوضاع السياسية والاقتصادية و(طبول ) الحرب التي تدق في الشمال والجنوب ومعها التحالف الأمريكي والروسي والإيراني لم يبْق لدولنا مجالاً للتريث ولايمكنها إلاّ تستدعي المثل الشعبي (عد رجالك ورد الماء) . فكثرة الرجال هيبة وقوّة ، وقد قالت العرب في أصل هذا المثل أنه إذا شحّت المياه وخاصة الآبار منها وقلّ عددها واشتد الزحام عليها قد يحال بينها وبين من يريد الورود عليها ، فعندئذٍ لا بد من استخدام القوة للوصول للماء . فلامناص اليوم على البحرين ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أن تستعيد قوتها وهيبتها وتشحذ همّتها لقادم الأيام على اعتبار (عد رجالك ورد الماء) .

شكر واجب :

بدد خطباء الجمعة يوم أمس الأول مخاوف تزايدت في الآونة الأخيرة بشأن توجيهات أو طلبات بقصر خطبهم على مجالات محددة لاعلاقة لها بنبض الشارع ومشكلاته الحيوية ، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو معيشية أو ماشابهها مما تتسع لها رحابة الشريعة وشمولية الإسلام ويصعب تضييقها على منبر الجمعة . حيث تحدّث كثير من الخطباء عن التدخلات الإيرانية في وطننا العزيز وأثنوا على الخطوات التي اتخذتها الدولة بسحب سفيرنا وطرد القائم بالأعمال الإيراني من البحرين ، وكذلك تناولوا مسألة رفع الدعم عن اللحوم وما صاحبها من غلاء الأسعار . فشكراً لهم على إصرارهم أن الدين جامع لشتى مناحي الحياة ، وقد قال تعالى : ” مافرّطنا في الكتاب من شيء “

سانحة :

رحم الله بونزار ، جاسم محمد جمشير ، لم يورّث لأهله أفضل من الذكر الجميل لشخصه بين الناس الذين غصّت بهم مقبرة المحرق بعد صلاة الجمعة يوم أمس الأول مودعين أحد رجالها الأبرار ، ممن عرفوه ميّالاً للخير وخدمة الناس ، لاتقصر يده عن البذل والعطاء وراعياً لأهله وأبنائه .. رحم الله بونزار وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان .

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s