صحونا في بداية هذا الأسبوع على تحذيرات وأخبار في وسائل التواصل الاجتماعي ( الإعلام الجديد ) عن ظهور حالات من انفلونزا الخنازير ، وبغض النظر عن المبالغات والإشاعات التي صاحبت تلك المعلومات ؛ إلاّ أن تداولها بشكل واسع وسريع آنذاك أرغم وزارة الصحة على أن تصدر بياناً تؤكد فيه وجود عدد من الحالات مصابة بهذا المرض ، سواء في مجمع السلمانية الطبي أو المستشفى العسكري ، وقللت من خطورة المرض ، و( هوّنت ) من انتشاره ، وحاولت تخفيف حالة القلق والهلع التي دبّت – بالفعل – عند المواطنين والمقيمين ، بل وبيّنت أن الأمر عادي وطبيعي في مثل هذا الوقت حيث تغير الأجواء المناخية وعودة الحجاج . لكنها في نفس الوقت طلبت وأكدت على أهمية التطعيم ضد الانفلونزا كلها بمافيها انفلونزا الخنازير ، وأعلنت أن هذا التطعيم متوافر للراغبين في جميع المراكز الصحية .
الأمر لم ينته عند هذا الحدّ ؛ فأعداد المصابين بانفلونزا الخنازير بدأت – بالفعل – تتزايد وقلق الناس يتضاعف ومعها الإشاعات ( بالهبل ) ، والمسؤولون في الصحة لم يقصروا في الظهور على وسائل الإعلام للتخفيف والتهوين والتفنيد ، وتأكيد أن الوضع تحت السيطرة ولاداعي للخوف ، وبذلوا جهداً لطمأنة الخائفين والقلقين خاصة أن في بعض دول الجوار انتشرت فيها أمراضاً تصل إلى مرحلة الوباء أو الجائحة مثل الكورونا والكوليرا .
غير أن اللافت في كل هذه ( الهوجه ) الإعلامية أن التطعيم الذي تم دعوة المواطنين له في المراكز الصحية لم يكن متوافراً بالمعنى الاصطلاحي للكلمة ، وغير متوافراً بالمعنى الذي يناسب الاستعدادات والجاهزية المفترضة للتعامل مع احتمالية زيادة انتشار هذه الانفلونزا .
” خلّص” التطعيم ، ” ماوصل للحين ” ، ” يابوه وخلّص ” ، ” ماندري متى بييبونه” ، ” سجلوا أسماءكم وتعالوا بكره ” وغيرها من العبارات التي يسمعها المترددون على المراكز الصحية خلال الأيام القليلة الماضية ، بعضهم يذهب لمركزه الصحي صباحاً ومساء ولايجده بصورة تفقد دعوات وزارة الصحة للتطعيم معناها وجدواها وتثير استفهامات حول جاهزيتها وقدرتها على توفير هذا التطعيم الذي دعت له المواطنين الذين اكتشفوا صعوبة الحصول عليه وتوافره !!
في الواقع أنه يُفترض في أحوال الإجراءات الاحتياطية والاحترازية ، وفي أحوال مجابهة القلق والتخوّف من احتمال تحوّل مرض ما إلى وباء أو جائحة – لاسمح الله – ، وعند دعوة المواطنين وحثّهم على التوجه للتطعيم في المراكز الصحية ؛ عندئذ ، وفي هذه الأحوال : يجب أن يكون الداعي مستعداً وجاهزاً ، ومتيقناً وواثقاً من أن الذين سيستجيبون لدعوته وسيذهبون إلى المواقع التي حددها سيجدون التطعيم فيها ، صباحاً وعصراً ومساء . هكذا يُفترض .
سانحة :
وعلى الأثر ؛ توفر تطعيم الانفلونزا في الجانب الآخر ، في العيادات والمستشفيات الخاصة لكنه – كما تعرفون – ليس مجاناً . بل تفاوتت أسعاره ، بعضهم (10) دنانير ومنهم (15) ديناراً ، ويُقال أن هناك بـ (20) ديناراً رغم أن قيمة التطعيم – مثلما يُقال – لاتتجاوز الثلاثة دنانير . ونأمل من القانون الذى استيقظ مؤخراً على (سالفة ) اللحوم وبدأ يزاول عمله على المطاعم ؛ أن تمتد صحوته إلى العيادات والمراكز الطبية الخاصة لرصد ومراقبة أسعارها ومنع العبث ، خاصة مايتعلق هذه الأيام بتطعيمات انفلونزا الخنازير .