جرى منذ حوالي عشر سنوات من الآن إغلاق حديقة المحرق الكبرى التي كانت من أهم المتنزهات التي يرتادها الأهالي ويقضون فيها أوقاتهم الجميلة بين بساطها الأخضر وأشجارها الوارفة الممتدة على مساحة تقارب الـ (93) ألف متر مربع ، ويشكل موقعها إضافة لبساطتها عنصر جذب واستقطاب للأهالي حيث أنها تقع في وسط المحرق بالقرب من مطار البحرين الدولي ، محاطة بشارعين رئيسيين ، قد يكونان من أهم شوارع المحرق (شارع المطار، وشارع خليفة الكبير) فضلاً عن أنها لاتنقصها الخدمات ولاتغيب عن جوارها مرافق ومتطلبات البنية التحتية إذ أنها في منطقة مأهولة بالسكان ، وليست في أطراف البر .

قيل عن سبب إغلاق الحديقة آنذاك أنه سيتم تطويرها وتعود بحلّة جديدة أكثر بهاء وزهاء . وبالفعل تم في شهر نوفمبر 2007 توقيع عقد مشروع تطويرها ، بين وزارة شؤون البلديات وإحدى شركات المقاولات بتكلفة قيمتها (50) مليون دولار . قال وزير شؤون البلديات والزراعة الأسبق ( آنذاك) منصور بن رجب إبّان توقيع هذه الاتفاقية : ” إن مشروع تطوير حديقة المحرق الكبرى سيستمر لمدة عامين لتصبح الحديقة بعدها من أكبر الحدائق في مملكة البحرين ومنطقة الخليج بصفة عامة بما تتضمنه من مرافق ترفيهية وسياحية متعددة تعكس الوجه الحضارى لمملكة البحرين “.

غير أن شيئاً من ذلك لم يحدث ، وتكاثرت عوامل الإهمال في الحديقة المغلقة قبل أن يأتي شهر يناير 2009م حيث جرى احتفال كبير لوضع حجر أساس تطوير هذه الحديقة وبثّ الروح فيها من جديد وإعادة آمال المحرقيين في حديقتهم . لكنه مع ذلك ، وللأسف الشديد لم يتغير في الأمر شيء ، ولم تتحرك آلات ومعدات التطوير في هذه الحديقة التي أصبح إغلاقها على هذا النحو بمثابة اللغز المحيّر ؛ تم وضع حجر الأساس لإعادة الحياة فيها أكثر من مرة ، وانتقلت من مستثمر إلى آخر على مدار كل هذه السنوات ، وهي على هذا الحال من الإهمال والتراجع حتى صارت أرضاً بواراً ، تساقطت أوراق شجرها وماتت أغصانها واهترأت مرافقها وغاب اللون الأخضر عنها تماماً .

وبينما هي كذلك نتفاجأ هذه الأيام بأعداد ليست قليلة من السيارات ( السكراب ) بدأت تحتل موقعاً في هذه الحديقة ، وهذا الموقع يتسع شيئاً فشيئاً وتزيد معه أعداد هذه السيارات السكراب بصورة تثير التساؤل وتقتضي مصارحة المواطنين عن مصير هذه الحديقة المغلقة منذ حوالي عشر سنوات ، وهل سيكون مآلها في نهاية الأمر : ساحة سكراب ؟!!