المقالات

التقشف ومياه إيفيان

إيفيان ؛ مدينة فرنسية مشهورة تقع في جبال الألب الأوروبية ، اشتهرت كمنتجع سياحي وصحي يرتاده الكبار والوجهاء، اكتشفت فيها آبار مياه معدنية زادت من شهرتها وأصبحت محطة مفضلة عند من ينشد الصحة والاستجمام والاستمتاع بمناظرها ومياهها ، وذلك ممن يستطيع على أسعارها الباهظة .

ثم جرى إنتاج ( قناني ) مياه إيفيان بشكل صناعي وتصديرها تجارياً لمختلف دول العالم حيث عُرفت بأنها مياه صحية ونقية ذات جودة عالية ، قادمة من أعماق البحيرات الأوروبية ، لكنها صارت تُباع بأسعار مضاعفة عن المياه الصحية العادية ، ولايتحصّل عليها إلاّ في مواقع تجارية زبائنها ليسوا من بسطاء الناس وذوي الدخل المحدود .

أسعارها في البحرين في ( السوبر ماركت ) الكبيرة حوالي (500) فلس للقنينة الواحدة فيما سعر مثيلاتها من المياه الصحية (100) فلس . بمعنى أنها تزيد بنسبة (400%) ، وبالتالي تكون هي مياه علية القوْم وليس عامة الناس .

قبل حوالي شهر من الآن – أقل أو أكثر – نُشر على حساب ( انستغرام ) أحد المواقع الأخبارية الرسمية صورة لاجتماع حكومي يختص بأحد فرق خفض النفقات والتقشف في مجال معين ، أحد المواطنين كتب تعليقاً ساخراً تحت هذه الصورة تناقله الناس في وسائل التواصل الاجتماعي آنذاك ، التعليق يقول : ” الاجتماع ذي اللي قاعدين فيه بروحه مكلف ، شاريين ماي ايفيان ، شبصير إذا شربتو ماي بوربيه ؟ “.

في الواقع إن هذه الصورة مع التعليق ( الساخر ) تختصران لبّ وجهة نظر المواطنين وتخوّفهم وعدم قناعتهم بشأن إجراءات التقشف التي تنالهم ويتعرّضون للسعاتها وآثارها وتداعياتها ، وتضرّ بمداخيلهم ومكتسباتهم . فمن يقرّ تلك الإجراءات تحت بند ترشيد الإنفاق وضبطه ، وتوفير الميزانيات ومعالجة العجز وتوجيه الصرف بأقل الخسائر ، ووقف الهدر والمحافظة على المال العام ؛ أوْلى له أن يبدأ بنفسه ، فلا يشرب – مثلاً – من مياه البحيرات الأوروبية ( إيفيان ) على نفقة المال العام بأسعار مضاعفة عدة مرات عن المياه العادية ، ثم يُطالب من على أريكته أو طاولة اجتماعاته الآخرين بترشيد إنفاقهم ويقرّر لهم تقشفهم وضبط صرفهم بينما هؤلاء الآخرون قد لايستطيعون شرب حتى مياه ( بوربيه ) وربما بعضهم لايعرف لشربه غير ماء ( البيلر) .

قصة الهدْر في شرب مياه إيفيان على نفقة الدولة تشابهها قصص كثيرة ، بعضها أصغر وأكثرها أكبر ؛ ينبغي أن تكون هي محل البداية والأولوية في تقليص النفقات والمحافظة على المال العام قبل التوجه إلى المواطنين في غذائهم ووقودهم و( كهربائهم ) ومياههم و … إلخ .

سانحة :

أكد الدكتور الفرنسي جيلارد في بحث طبي له أن مياه إيفيان تحتوي على مادة النتانيومntaniom  وهي مادة إذا تفاعلت مع (يورين الدم  (تساعد على تكون سرطان بطئ المفعول لايعرف أثره إلاّ بعد سنوات ، ولايمكن تفادي ضرره في ذاك الوقت .

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s