المقالات

الإمارات والعيد السنوي لصاحبة الجلالة

منشور اليوم في جريدة  الشرق القطرية 

http://www.al-sharq.com/news/details/415688

كثيرة هي الاحتفالات والمناسبات التي تتوزع موضوعاتها حتى تكاد –من كثرتها– أن تشمل جميع أيام السنة، بعضها عام يمكنه أن يستقطب فئات وشرائح متعددة وبعضها متخصص أو موغل في التخصص فيكون موجها إلى أصحاب هذا التخصص.

غير أنه في زحمة تلك المناسبات الكثيرة التي يجري الاحتفال بها؛ تبرز مناسبة أثيرة -ربما- تسقط من اهتماماتنا أو لا نعطيها ما تستحقه من الاهتمام أو لا نعطيها المكانة اللائقة بها في قائمة متابعاتنا رغم أن منظمي تلك المناسبة يحشدون لها إمكانات وطاقات ليست سهلة فضلًا عن أنها تحظى برعاية كريمة وفائقة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء وحاكم إمارة دبي.

المناسبة التي أعنيها هي المؤتمر الدولي للغة العربية الذي سينتظم عقده الخامس في الرابع من شهر مايو القادم في رحاب دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة التي صارت تحتضن هذه المناسبة سنويًا وتحرص على استمرارها، وتوفر لها سائر إمكانات نجاحها بحيث أن هذا المؤتمر أصبح كما العيد السنوي لصاحبة الجلالة، اللغة العربية.

ينظم هذا المؤتمر المجلس الدولي للغة العربية، وهو منظمة يعود تاريخ تأسيسها للعام 2008 حينما قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة الموافقة على طلب المؤتمر العام لمنظمة اليونسكو بإعلان سنة 2008 عاما دوليا للغات حيث عُرض موضوع إنشاء المجلس الدولي للغة العربية على المؤتمر العام لاتحاد الجامعات العربية الذي عقد في مدينة الرياض في دورته الحادية والأربعين بتاريخ 16 أبريل 2008م. وحضره أكثر من (150) رئيس جامعة عربية. وقد تمت الموافقة على إنشائه ودعمه لتحقيق أهدافه المتمثلة في تنسيق الجهود ودعم التعاون وتعزيزه بين جميع الجهات المعنية بخدمة اللغة العربية وتعلمها وتعليمها والعمل بها في الإدارة والتعليم والتجارة وسوق العمل والإعلام والثقافة وغيرها من الميادين الحيوية.

في كلمته الضافية، في العام الماضي إبّان افتتاحه المؤتمر الرابع للغة العربية قال سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ” إن اللغة العربية كانت الأبرز في العديد من بقاع العالم، حيث كانت لغة العلم والمعرفة التي بنتها الحضارة الإسلامية، ونهل منها الغرب، ويجب علينا أن نتعاون لنعيدها إلى مكانتها التاريخية، من خلال ترسيخها ونشرها، والاستفادة من مميزاتها التي تمنحها المرونة اللازمة لاستيعاب مختلف المعاني في جميع التخصصات، وأن نجعلها لغة حياة في جميع المجالات”. وأشار إلى أهمية “إعادة صياغة طرق تعاطي مع العربية، من خلال تعزيز استخدامها كلغة أولى وإيصالها إلى الأجيال القادمة بقوتها وجاذبيتها”.

وبالطبع لايخفى على أحد حجم الإهمال الذي تعانيه لغتنا العربية وعدم التمسّك –الفعلي– بها كلغة وطنية يُفترض حرصنا على الظهور بها في شتى المناسبات ونعمل بها في شتى الممارسات والمهام، لا نتكلم إلاّ بها، ولا نتعلّم إلاّ بواسطتها، نُعلي شأنها ونتفاخر بها، ولانرضى أن نتنازل أو يتنازعها في المقام أي لغة أخرى.

وحري بنا أن نولي هذا المؤتمر الدولي الذي يشارك فيه المئات من الخبراء والأساتذة والمسؤولين شيئًا من اهتمامنا وأن نعطي المبادرات والتوصيات الصادرة عنه مجالها للتطبيق في واقعنا العربي، فننشر فضل لغتنا العربية وأهميتها، ليس لأبنائنا فقط وإنما للعالم أجمع، بالضبط مثلما جميع دول العالم المتقدّم – على اختلاف لغاتهم وتعددها – حريصون على لغاتهم، ويعلون من مكانتها ولا يرتضون بديلًا عنها. هكذا يُفترض لولا أن مسائل الهوية والانتماء والثقافة تراجعت في كثير من دولنا العربية وتحوّل الاهتمام إلى غيرها حتى أصبحت -أو كادت تكون- اللغة العربية نسيًا منسيًا أو شيئًا مهملًا أو طيفًا من التراث.

سانحة :

جاء في بكائيـة شـاعر النيل حافـظ إبراهيم على لغتنا العربية في قصيدته الشهيرة:

وِسـعْتُ كِـتَابَ الله لَـفْظَاً وغَـايَةً وَمَـا ضِـقْتُ عَـنْ آيٍ بـهِ وَعِظِاتِ

فـكيفَ أَضِـيقُ اليومَ عَنْ وَصْفِ آلَةٍ وتـنـسيقِ أَسْـمَـاءٍ لـمُخْتَرَعَاتِ

أنـا الـبحرُ فـي أحشائِهِ الدرُّ كَامِنٌ فَـهَلْ سَـاءَلُوا الغَوَّاصَ عَنْ صَدَفَاتي

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s