هناك طرفة متداولة في التراث الشعبي اليهودي يجدر بنا فهمها واستدعائها لتفسير بعض القضايا والظواهر والحوادث والأخبار التي تطلع علينا بين حين وآخر ، خاصة وأن هذه الطرفة – ربما – أصبحت قاعدة يلجأ لها الساسة وأهل الاقتصاد وغيرهم لتمرير مشروعاتهم وتطبيق سياساتهم ،أو وسيلة من وسائل صرف الأنظار وتشتيت الانتباه .
على العموم ؛ تقول الطرفة إن رجلاً فقيراً ضاقت في وجهه السبل، فهو يعيش في غرفة صغيرة مع زوجته وثمانية من الأولاد والبنات، فطرق أبواب رئيس البلدية، وعدد من المسؤولين على أمل أن تتحسن ظروفه ويجد منزلاً أكبر ولكن دون جدوى، فقرر الذهاب إلى الحاخام كملاذ أخير.
الحاخام أبدى استعداده لمساعدته وأن يجد له حلاً شريطة أن ينفذ كل توصياته دون جدال أو مساءلة ، فوافق الفقير على ذلك مكرهاً ومتفائلاً، فقال له الحاخام إن أول شيء يجب أن يفعله هو الذهاب إلى السوق وشراء ( معزة ) ، فصاح مستنكراً ولكن أين أضعها ؟ فليس هناك إلا الغرفة إياها. فذكّره الحاخام بالاتفاق بينهما ، وطلب منه العودة بعد أسبوع، فرضخ صاغراً.
بعد أسبوع عاد والغضب واليأس واضحين على وجهه ، وبدأ في الشكوى من أوضاعه التي ازدادت سوءا، (فالمعزة ) بدأت تتبوّل على الأرض، وترفس الأطفال، وتدوس في بطونهم، وتحرمهم من النوم بصوتها. فأوصاه الحاخام بشراء أخرى! وطلب منه أن لا يسأل أو يتذمر مذكراً إياه في الوقت نفسه بالاتفاق بينهما.
في الأسبوع الثالث سأله كيف الحال؟ فقال له : زفت وطين، كنّا بمعزة وأصبحنا باثنتين، ورائحة البيت أصبحت نتنة والنوم طار من عيون الجميع، فطلب منه الحاخام شراء الثالثة. في الأسبوع الرابع عاد الرجل والشرر يتطاير من عينيه ، فلم يسأله الحاخام عن أحواله، بل بادر بالقول إنه يتفهم معاناته ولذلك يريد أن يساعده وطلب منه بيع واحدة من ( المعيز ) الثلاث ، والعودة إليه بعد أسبوع، فتنفس الرجل الصعداء.
في الأسبوع الخامس طلب منه بيع (المعزة) الثانية، وفي الأسبوع السادس طلب منه بيع ( المعزة ) الثالثة، ثم سأله كيف الأحوال الآن، فقال إنها نعمة كبيرة أصبحنا ننام قريري العين، لا معيز ولا رفس، ولا بول ولا بعر، الحمد لله الأوضاع أفضل كثيراً من السابق ، هذه هي الحياة و( إلا بلاش ) .
وعلى الأرجح – والله أعلم – أن تجدّد الكلام عن وجود توجه لـ ( تقصيص ) التقاعد وزيادة سن بلوغه إلى (65) عاماً والأخطر إلغاء مكافأة التقاعد أو المساس بها ، ومثلها من تعديلات ؛ إنما هي فزّاعة يجري إشاعتها والتسريب هنا وهناك عن قربها كلّما جاء الحديث عن تحسين سويّة معيشة المتقاعدين وجرت المطالبة بزيادة معاشاتهم وامتيازاتهم ليواجهوا مصاعب الحياة المتزايدة ويحفظوا كرامتهم في تالي أعمارهم . حيث يتم مواجهة هذه المطالبات الملحّة – في ظل ظروف معيشية لاترحم – بـ ( تخريع ) الناس بقرب صدور تعديلات في التقاعد تنتقص من مزاياهم وحقوقهم ومكافآتهم وترفع السنّ التقاعدي ، فينشغلوا بالحديث و( التحلطم) عنها وتداول ضررها وأثرها ، والمطالبة بعدم إجرائها ، ويستمر ذلك إلى حين الوصول في نهاية المطاف إلى نتيجة مفادها ( احمدوا ربكم ) لم يتغيّر شيء في التقاعد ، ولا تطلبوا شيئاً أكثر !!
سانحة :
( المحافظة على مكتسبات المتقاعدين ) عبارة جديدة ، من المتوقع أن تتصدّر المشهد في المستقبل القريب . نتمنى ألاتكون نهايتها حزينة ومشابهة لعبارة ( المحافظة على مكتسبات المواطنين ) التي جرى رفعها واستهلاكها والمتاجرة بها أيام الحديث عن إعادة توجيه الدعم للكهرباء واللحوم والوقود .
أخي الحبيب هذه كياسة منك أن تكتب هذا المقال المفعم بالموضوعية عله يصل لمن يريد أن يجد في نفسه مثقال ذرة من أمانة وإنصاف ويا ليت الكتاب ممن يكتبون في صفحات صحفنا أن تتملكهم الجرأة ويتجاسروا قليلا بالتطرق لموضوعات من شأنها أن تكون تحت المجهر وتكون من جملة جل الرقابة عليها بدلا من الخجل في طرحها.
أخي الحبيب هذه كياسة منك أن تكتب هذا المقال المفعم بالموضوعية عله يصل لمن يريد أن يجد في نفسه مثقال ذرة من أمانة وإنصاف ويا ليت الكتاب ممن يكتبون في صفحات صحفنا أن تتملكهم الجرأة ويتجاسروا قليلا بالتطرق لموضوعات من شأنها أن تكون تحت المجهر وتكون من جملة جل الرقابة عليها بدلا من الخجل في طرحها.
إعجابإعجاب