المقالات

ساحل مراسي البحرين

جرى قبل حوالي شهرين – أقل أو أكثر – افتتاح ساحل مراسي البحرين في المنطقة المعروفة اليوم بـ ( ديار المحرق ) وهي منطقة تم إنشاؤها على مساحة شاسعة من البحر المدفون شمال المحرق ، يُقال – والعلم عند الله – أن مساحتها تقارب أو تتجاوز المحرق نفسها .

وشهد الساحل الجميل الذي افتتح هناك تدفقاً كبيراً من المواطنين والمقيمين ، خاصة خلال العطل الأسبوعية ، حيث اكتظّ المكان بأعداد هائلة ، لاأبالغ إن قلنا أنهم – ربما – في خانة الآلاف ، منهم من نزل للسباحة في البحر والاستمتاع بمياهه النظيفة واللطيفة ، ومنهم من فضّل الاستلقاء على رماله أو الاستجمام من هوائه ، وأما الأطفال فإن متعتهم كانت كبيرة ، ربما تفوق الوصف .

ورغم أن هذا الساحل بسيط في مرافقه وكذلك مواقف سياراته ؛ إلاّ أن ( الأفواج ) تتزايد عليه بصورة لافتة ، لايمكن أن تخطئها العين ، ولا يمكن تفسيرها إلاّ بأن هؤلاء قد وجدوا ضالتهم في هذا الساحل ، ساحل مراسي البحرين بعد طول انتظار لإيجاد سواحل يمكن أن يرتادها عامة الناس ، من مواطنين ومقيمين ينشدون الراحة ويستقطبهم الجمال ويبحثون عن زرقة البحر الذي يحيط بهم من كل جهة لكنّه عزّ الوصول إليه .

يمثل ساحل مراسي البحرين علامة فارقة بالذات لأهالي المحرق الذين رغم مجاورتهم للبحر من جهاتهم الأربع إلاّ أنهم محرومين من سواحله ، وأنهم وجدوا أنفسهم بعيدين عن ضفافه بعدما كان هو جوهر حياتهم اليومية  ومركز نشاطها ، وصاروا يتحسرون على أيامه وذكرياته – البحر – الحلوة بعدما ابتلعته الحيتان ودفنت منه مساحات شاسعة على مدّ البصر ، أنشئت عليها جزر ومنتجعات متنوعة ومتعددة لم يكن للأهالي – خاصة أهل المحرق – أي نصيب منها حتى جاء ساحل مراسي البحرين كما الضالّة التي كانوا يفتقدونها ، فانكبّوا عليه جماعات وزرافات ، كما تشاهدون وترون .

غير أن المحزن في الأمر ؛ هو مايجري ترديده هذه الأيام من أن هذا الساحل الذي شكّل متنفسا وحيداً لأهالي المحرق بالذات وأعاد إليهم نوعاً من الأمل في إمكانية أن يكون لهم ساحل ( معتبر ) ؛ يُقال أن هذا الساحل سيتحول (privat) وسيلتحق بركب السواحل الخاصة ! وأعتقد أن ذلك سيشكل صدمة لهذه الجموع ( اللي ماصدّقت ) أن يكون لها مثل هذا الساحل .

وعلى العموم سواء صحّت هذه الأنباء أم لا ؛ فإن الأمل الآن قد تجدّد لأهالي المحرق بعد إزالة الكبائن والعشيش ، ويتمنون تحقيق ( مقولة ) وشعار إعادة السواحل إلى أهالي المحرق ، وأن تباشر كل الجهات ( بالذات بلدية المحرق ومحافظتها ) التي اشتركت خلال الفترة الماضية في حملة إزالة تلك الكبائن ؛ في إقامة سواحل حقيقية – بحسب الوعود – للناس على غرار ساحل مراسي البحرين ، وألا نتفاجأ مثلما توقعات الكثيرين بأن هنالك حيتان كانت تترصد بتلك السواحل وتترقب إزالة الكلائن من أجل ابتلاعها وتحويلها إلى جزر أو منتجعات أو سواحل خاصة .

سانحة :

بعد حوالي ثلاثة شهور تقريباً ؛ ستحل الذكرى السنوية الثامنة للإعلان عن إنشاء ساحل قلالي !! تصوروا ثمان سنوات  ولم يظهر للنور أي بارقة أمل لهذا الساحل !!

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s