هو ثامر بن سبهان العلي الحمود السبهان المولود في الرياض عام 1967 وتعتبر عائلته ( آل سبهان ) من أمراء جبل شمر ، ولها – بحسب موسوعة ويكيبيديا – ثقل تاريخي وسياسي واجتماعي كبير في المملكة العربية السعودية . حاصل على البكالوريوس في العلوم العسكرية بكلية الملك عبدالعزيز الحربية 1988 ثم الماجستيرفي العلوم الشرطية من جامعة نايف للعلوم الأمنية 2007 وتدرّج في الوظائف العسكرية ثم أصبح ملحقاً عسكرياً للمملكة العربية السعودية في لبنان قبل تعيينه سفيراً في العراق عام 2015
لم يمض على تعيينه كثيراً حتى أصبح محط أنظار الحاقدين وأثار غضب الصفويين ولاحقته انتقاداتهم وتهديداتهم وجرت محاولة أو أكثر لاغتياله لالشيء سوى أنه يمثل السعودية التي هي القلب النابض للأمة العربية والإسلامية ، ولايمكنها – سواء في جانبها الرسمي أو الشعبي – أن تقبل بما يحصل في العراق أو أن ترضى بما يناله العراقيون بالذات من أهل السنة والجماعة من قتل وتشريد وتهجير .
السفير السبهان هاله الجرْم الذي يرتكبه مايُسمى الحشد الشعبي (جحش) في المدن ( السنية ) العراقية ، إسلامه وعروبته ، وقبل ذلك إنسانيته ، لم تشأ له أن يكون شاهد زور على حجم المقتلة حيث ظهر في مقابلة لبرنامج حوار خاص الذي تبثه قناة السومرية وصرّح بأنإيرانتريد تدميرالأمة الإسلامية،والقومية العربية من خلال بث سمومها وتحريضها، وتدخلاتها السافرة في شأن بعضالدول العربية، ومن خلال أذنابها وفصائلها المسلحة” مضيفاً “بالنسبةللفلوجةفإن وجود مكوّن مختلف عليه من قبل أبناء العراقيمثل في حد ذاته مشكلة كبيرة، ويزيد من الشرخ الكبير، في ظل وجود قيادات إرهابية مطلوبة للمجتمع الدولي” في إشارة إلى وجودقاسم سليماني. وأتبعها بالقول: إن وجود شخصيات إرهابية إيرانية قربالفلوجة دليل واضح بأنهم يريدون حرق العراقيين العرب بنيران الطائفية المقيتة، وتأكيد لتوجههم بتغيير ديموغرافي”
وقال ثامر السبهان خلال حديثه لبرنامج حوار خاص الذي تبثه قناة السومرية إن “رفضالكردوالأنباردخولالحشد الشعبيإلى مناطقهم يبين عدم مقبوليةالحشد الشعبيمن قبل المجتمع العراقي” متسائلا “هل تقبل الحكومة العراقية بوجود حشود سنية كالحشود الشيعية الحالية وبنفس التسليح؟ ولماذا يوضع السلاح بيدالحشد الشعبيفقط؟ ولفت السبهان الى ان “الجماعات التي تسببت بالأحداث التي شهدها قضاءالمقداديةلاتختلف عنداعش مستفهما “أين دورالحشد الشعبيمما جرى فيالمقدادية“
هذه المقابلة الجريئة عرّت طائفية الحكومة العراقية وكشفت مقدار ارتهانها للإيرانيين وفضحت التطهير الطائفي الذي يجري في العراق ، وأكدت أن ( داعش ) و( جحش ) وجهان لعملة واحدة في الإرهاب .
ولأن الصراخ على قدْر الألم ، ولأن حقيقة تصريحاته كانت أليمة وعلْقماً وفاضحة للممارسات الصفوية ؛ أصبح السفير ثامر السبهان محل غضب الحكومة العراقية ومدعاة لتهديدات ميليشياتها خاصة ميليشيا الحشد الشعبي الذي ظهر ناطقها الرسمي أحمد الأسدي في بيان أعلن فيه أن تصريحات السفير السعودي تجاوز كل الحدود واللياقات الدبلوماسية متهما السعودية بدعم الإرهاب والتورط في سفك دماء العراقيين وواصفا تصريحاته بـ “الوقحة ” . ودعا وزارة الخارجية العراقية الى “طرده ومعاقبته لتجاوزه على الشعب العراقي وحشده الشعبي وسوقه لأكاذيب مفضوحة وتحريضه المباشر على الفتنة بين مكونات الشعب العراقي.” ثم انتهى الأمر بأن استدعت وزارة الخارجية العراقية السفير السبهان وابلغته بأنه شخص غير مرغوب فيه وطلبت مغادرته معتبرة أن تصريحاته كانت تدخلاً في الشأن العراقي .
وكان الأولى بالخارجية العراقية – لو كانت حجتها وأسبابها صحيحة – أن تستدعي سفراء آخرين ، مثل الإيراني والأمريكي والبريطاني الذين باتوا يخيطون ويديرون الشأن العراقي برمته ، وليسوا فقط يتدخلون ؛ لكنها المؤامرة الطائفية البغيضة التي أخذت العراق من عمقها الاستراتيجي وخلعت عنه قوميته العربية وغيرت هويته السنية.
سانحة :
كان ردّ السفير ثامر السبهان على طلب الخارجية العراقية بتغييره : “إن العراق رئة العرب ، ولو تم استبدالي، فإن السعوديين كلهم ثامر السبهان، ونحن نخدم بلادنا” مضيفا “لن نتخلى عن العراق، وإن العراق ستبقى عربية”