في منطقة قلالي ، بالضبط على شارع ريا ( أرادوس سابقاً ) خلف أسوار المطار ؛ أنشأ بعض المجتهدين منذ عدّة سنوات مدرسة للتدريب على ركوب الخيل ، أسموها ( مدرسة المحرق للفروسية ) ، بذلوا فيها من أموالهم وجهدهم ووقتهم ماجعل من هذه المدرسة معلماً واضحاً . لم يكتف أصحابها بأن تكون مدرستهم مجرّد تدريب على ركوب الخيل ، وإنما طوّروها وحوّلوها إلى مكان سياحي جميل أشبه بالمنتزه الذي يمكن زيارته والتجوّل فيه ومشاهدة الخيول وبعض الطيور وماشابه ذلك بالإضافة إلى احتضانه لعشرات – وربما أكثر – من المتدرّبين الصغار والكبار في هذه المدرسة التي يُشكر أصحابها على جهودهم الذاتية في إنشائها .
غير أنه قبل حوالي سنتين – أقل أو أكثر – تفاجأت المنطقة بنقل حظائر ( زرائب ) الأغنام والأبقار إليها ، وجرى على وجه السرعة بناء مقرات بسيطة لها غطّت على الوجه الجميل لمدرسة الفروسية . في البداية ؛ قالوا أن هذه الحظائر مؤقتة وسيجري نقلها خاصة أنه تم إنشاؤها بشكل سريع ، بدون مرافقها وخدماتها وتجهيزاتها المفترضة وربما بلا ماء ولا كهرباء .
لكن المؤقت طال انتظار نهايته ، وهذه الحظائر توسعت واستوطنت المنطقة ، وشوّهتها ، فمنظر الأغنام والأبقار في حظائرهم وخارجها يمكن مشاهدته من قِبَل كل من يمرّ بهذا الشارع الحيوي – ريا – الذي يربط بين قلالي وسماهيج والدير والبسيتين .
على أن تشويه المكان ليست هي المشكلة الوحيدة جراء نقل الحظائر إلى قلالي ؛ فالأسوأ من ذلك هو الروائح الكريهة التي باتت تملأ أفق المنطقة وتختلط مع الهواء الذي يتنفّسه أهاليها .
هذه الحظائر والزرائب التي قيل أنها مؤقتة تجاور تماماً مقبرة قلالي ومسجد الخير ، ولكم أن تتصوروا مقدار الإيذاء والإزعاج الذي يتحمله المصلّون أو المشيعون للجنائز بسبب هذه الروائح المنبعثة من هذه الحيوانات وروْثها على مدار الساعة تقريباً ، ومن مكان غير صالح أو غير مجهز لمثل هذا الغرض .
في الجهة المقابلة لهذه الحظائر ، أي على الضفة الثانية لشارع ريا تقع مدرسة أطفال ابتدائية ثم مجمع تجاري يصعب على المرء تصوّر كيفية وقوع اختيار هذا المكان للإنشاء عليه ( زرائب ) ! أليست هناك اشتراطات بيئية تتطلب مساحات فضاء وبعيدة عن الأحياء والمناطق السكنية وتمنع تلوّثها ؟! أليست هناك معايير عمرانية ترفض إنشاء مثل هذه الزرائب بالقرب من المقابر أو المساجد أو المدارس أو المجمعات التجارية ؟!!