المقالات

(20) حالة سرطان أسبوعياً

هذه ليست إشاعة ، ولاتحتوي على مبالغة ، وليست ( تحلطم ) أو تخرّصات ؛ من قرأ هذا الخبر في صحافتنا المحلية يوم الخميس الماضي لابد وأنه شعر بنوع من الذهول والصدمة . وكنت أتوقع أن يظهر علينا في اليوم التالي من ينفيه ويقول عنه أنه عار من الصحة ولا أساس له ، أو على الأقل يقول لنا أنه تم اجتزائه أو حتى خلطه . توقعت أيضاً أن تنتفض جهة ما أو ينشغل الرأي العام بهذه المعلومة ( الكارثية ) ؛ لكنها مرّت دون شيء من ذلك ، ولا أعلم كيف مرّت هكذا ؟!!

الخبر الذي أقصده هو عبارة عن تصريح نشرته صحفنا المحلية يوم الخميس الماضي 20 أكتوبر 2016م للدكتورة رجاء اليوسف نائب رئيس الأطباء للشؤون التشخيصية بمجمع السلمانية الطبي قالت فيه إن مجمع السلمانية الطبي يكتشف (20) إصابة سرطان ثدي – النوع الخبيث منه- بشكل أسبوعي من أصل (50) عينة تخص نساء مشتبه بإصابتهن بسرطان الثدي، فيما تؤكد نتائج الفحص أن حدّتها تتراوح بين المتوسطة والمتأخرة.

أي تصوروا أن عندنا (20) حالة جديدة تنضم بشكل أسبوعي في قافلة مرضى السرطان الذين تزداد أعدادهم في البلاد بشكل مخيف بحيث أن الإصابة به أصبحت مثل الزكام والانفلونزا من غير أن يدق أحد ناقوس الخطر ويرفع راية البحث عن أسباب تلك الزيادة المفزعة في أعداد المصابين بهذا المرض الخبيث .

ومثلما ذكرت في مقال سابق لي في الأسبوع الماضي أن هيئة تنظيم الاتصالات الآن بصدد استحداث نظام أو آلية جديدة للتدقيق والترخيص لإقامة أبراج الاتصالات حفظاً للسلامة العامة رغم اعتراف المسؤولين أنفسهم أن غالبية الأبراج المقامة حالياً هي غير مرخصة ، وأنها أقيمت بالرغم من رفض المجالس البلدية لها . وأن أكثر الناس تتوجس خيفة منها ويُعزى إلى الترددات والإشعاعات الصادرة منها مخاوف الإصابة بهذا الخبيث الذي أعلن مجمع السلمانية الطبي أن عدد الحالات المكتشفة من أحد أنواعه فقط ( سرطان الثدي ) هو (20) حالة أسبوعياً !!

لو كنت المسؤول لأصدرت الأمر حالاً بإزالة كل هذه الأبراج التي يُقال أن أعدادها تجاوز الـ (1500) برج من جميع أنحاء البحرين ، مهما ترتب على ذلك من آثار وتداعيات على بنية الاتصالات والانترنت ، فصحة الناس أغلى وأهم ، وهذا النزيف لابد من الوقوف على أسبابه ومنع استمراره مهما كلّف .

وبعد إزالة هذه الأبراج ؛ يمكن أن نقول لهيئة تنظيم الاتصالات أن تبدأ في سن لوائحها التنظيمية للترخيص لها ، وليس بالعكس مثلما هو حاصل الآن وأعلنت عنه الهيئة بشكل مثير للضحك ( تنظيم الترخيص بعد انتشار 1500برج غير مرخص ) !!

في مختلف دول العالم ومنها دول الجوار غير مسموح بإنشاء هذه الأبراج في الأحياء السكنية أو بالقرب من تجمعات السكان كالمستشفيات والمدارس والمساجد.

أما عندنا ، في ( فرجاننا ) فإن أي أحد يرفع رأسه إلى السماء فسيجد هذه الأبراج و( الأشياب) تتزاحم فوق الأبنية وتغطي الأفق بلاحسيب ولارقيب ، وبدون ترخيص وبدون موافقة مجالس بلدية .. يجب أن تتحرك الجهات المعنية فـتسجيل (20) حالة سرطان أسبوعيا عندنا في البحرين ليس بالأمر الهيّن !!

سانحة :

معالجة مشكلة أبراج الاتصالات المنتشرة في الأحياء السكنية تتكون من ثلاث خطوات : تبدأ أولاً بإزالة غير المرخص منها ( أغلبها ) . ثانياً : المحاسبة الإدارية والجنائية لمن سمحوا بإقامتها على هذا النحو المخالف . ثالثاً : تكون الخطوة التي أعلنتها هيئة تنظيم الاتصالات يإيجاد لوائح وإجراءات وشروط  للترخيص بإقامتها . ولا ينبغي القفز للخطوة الثالثة وترك الخطوتين السابقتين ..

 

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s