المقالات

فوز خارج نطاق الاستطلاعات والتوقعات

منشور في جريدة الشرق القطرية

http://www.al-sharq.com/news/details/454786

مفاجأة، صدمة، غير معقول، خارج التوقعات، كلها تعبيرات ضجّت بها مختلف وسائل الإعلام والفضائيات طوال الأيام الأخيرة من الأسبوع الماضي بعد الإعلان عن فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية بالولايات المتحدة على منافسته هيلاري كلينتون. بل أصابت هذه النتيجة غير المتوقعة السياسيين والمراقبين بحالة من الذهول التي أفضت إلى أن يسطروا تقارير ومقالات غاصوا في تفاصيل وتحليلات هذه النتيجة التي أربكت سائر توقعاتهم وخرجت عنها.

وسبب كل ذلك هو أن العالم كان قد حسم أمره، وقرّر نتيجة تلك الانتخابات قبل موعد نهايتها. التحليلات والتفسيرات والتأويلات كانت تتكلم عن فوز هيلاري كلينتون على وجه القطع واليقين ولم تترك مجالاً لغير ذلك.

بل الأكثر من ذلك أن مؤسسات وهيئات ومواقع وصحف ومراكز عالمية ذات صيت وشهرة، ولها تاريخ واعتمادية، ويُشار إليها كـ(مسمار في لوح) في مجال قياس الرأي واستطلاعات توجهات الناخبين من مثل : واشنطن بوست، معهد إيبسوس، CNN، فوكس نيوز، إي بي سي نيوز، هافينغتون بوست، نيويورك تايمز وغيرها من كبريات المؤسسات المتخصصة و”الضليعة” في ذلك؛ قد قرّرت كلها – بدون استثناء – في نتائج استطلاعاتها التي بدأتها قبل عدّة أسابيع من موعد الانتخابات واستمرّت حتى قبل بضع ساعات من إجرائها أن كلينتون هي القادم الجديد إلى البيت الأبيض، ولم تُظهر أيّاً من تلك الاستطلاعات – على كثرتها – أي تقدّم عليها لمنافسها ( ترامب ) !

هذه التوقعات والتنبؤات ومعها سائر الاستطلاعات المعروفة بدقتها وموضوعيتها واستقلاليتها فضلاً عن مهنيتها وحرفيتها فشلت في تحديد الفائز – ربما – بالمنصب الأكبر أو الأهم على مستوى العالم بالرغم من توقعاتهم العالية الدقة وحساباتهم الفائقة العناية وأسبابهم ومبرراتهم لا لشيء سوى أن إرادة المولى عز وجل فوق إرادة البشر، وأن تقديراتهم مهما بلغت من الدقّة والحصافة لا تغلب تدبيره سبحانه وتعالى.

لا أريد أن أخوض مع الكثيرين الآن في تحليلات عدم فوز كلينتون لكن من المهم أن لا ننسى في زحمة حياتنا المادية واعتمادنا على أسباب ودرجات من الحرص في التخطيط والتنبؤ مهما علا شأنها، أن إرادة الله سبحانه وتعالى هي التي تمضي. ما حصل هو درس رباني بليغ مفاده أن إرادة ربّ العالمين ومشيئته هي فوق إرادتكم وتقديراتكم.

سانحة:

سواء فاز هذا أو ذاك فإننا في أمثالنا الشعبية نقول: (طلّقها وخذ أختها .. قال : الله يلعن الاثنتين).

رأي واحد على “فوز خارج نطاق الاستطلاعات والتوقعات

  1. سبق وأن تنبأ الكثير وخصوصا العرب بمقدم أوباما وتلمسوا من انصاف وايجابية أكثر تجاه القضايا العربية والا أن الواقع أثبت بأنه أسوء من تعامل مع قضايا الشرق الأوسط وعلى رأسها الربيع العربي. وها هم الناس مرة يفاجؤون بعكس توقعاتهم طليقضي الله أمرا كان مفعولا” ولكن ما شأننا نحن خليجيا وعربيا .. فالكفر ملة واحدة ولن نرجوا خير منه أم منها فكلاهما ابناء عمومة .. وينطبق عليهم القول ..وأنا وابن عمي على العدو

    إعجاب

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s