من يراقب مايجري من حوله ويحسب للمستقبل ويستشرف آفاقه لابد أن يضع يده على قلبه خوفاًعلى هوية وانتماء تستدعي كل المعطيات والمخاطر الماثلة أمامنا أن نشحذ كامل الهمم ونشدّ العزم لإنقاذها وصوْنها وجعْل هذه المهمة في مقدمة الاهتمامات والأجندات . ولانسمح بالعبث بهذه الهوية تحت أي مبررات أو تسميات تبعدنا عن أصل هويتنا أو تعوّمها وتقوّض من حقيقتها وتضعف وضوحها .
حيث يمعن البعض بين فترة وأخرى في كلامه عن التعايش والسلم ، وشرح أننا أرض فيها أديان متنوعة ودور عبادة مختلفة ، مساجد وكنائس ومعابد ، ويفتخر ببيان حالة التسامح التي نتمتع بها التي ندعو المولى عز وجل ألاّ يغيّر علينا وأن تبقى بلادنا واحة أمن وطمأنينة للجميع .
غير أنه في خضم الإمعان في هذا الكلام والإسهاب فيه ؛ يخرج علينا بعضهم ، فيذهب إلى حدّ – ربما – الشطط فيصف البحرين بأنها بلد متعدد الأديان !! وسواء ذلك كان بقصد أو جهل فإنه ينبغي التوقف عن الاسترسال في هذه الحالة المستجدّة والنغمة الطارئة على مجتمعنا حيث أن البحرين بلد تدين بالإسلام منذ الفتح الإسلامي لها قبل حوالي خمسة عشرة قرنا ، ثم توارثه الأحفاد والأبناء عن الآباء والأجداد ، وتخضع لهذا الدين الحنيف غالبية الشعب ، وهو هويّتهم الجامعة ، ودستورها ينصّ على أن دين الدولة هو الإسلام .
ومن هنا ، يجب أن يكون انتمائنا للإسلام واضحاً في معرض حديثنا عن احتضان وطننا الحبيب للعديد من أصحاب الأديان المختلفة ، وأن يكون ذلك طاغيا عند أي دعوات للتسامح والتعايش . فللبحرين تاريخ عريق في العروبة والإسلام ، ضارب بجذوره في أعماق التاريخ الإسلامي وارتباط أرضها وأهلها بعقد وامتداد على كامل شبه الجزيرة العربية وماوراءها ، بذلوا الغالي من أرواحهم وأموالهم من أجل المحافظة على المصبّ الرئيسي للإسلام وإبعاده عن كل ما قد يعكّره أو يغيرّه. ويُحسب لعوائل الحكم في الخليج – ومنها عائلة آل خليفة الكرام – وأنسابهم وفروعهم ، أنهم حفظوا لهذه المنطقة ( بوصلتها ) وهويتها وانتمائها العربي والإسلامي ووقفوا لعشرات السنين بالمرصاد لأطماع تغييرها ومنعوا المساس بها .
هناك فرق شاسع بين أن نوضح أننا نسمح لمختلف الديانات والملل بحرية ممارسة شعائرهم وإقامة دور عبادتهم وبين أن نروج في الداخل والخارج و- ربما – نفتخر بأن بلدنا متعدد الأديان ، فننسلخ عن هويتنا الإسلامية ونضيع انتمائنا الذي هو مصدر عزّنا وقوّتنا . وعلينا أن نستذكر دائما بكل فخر واعتزاز المقولة الخالدة لسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه “نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله”
سانحة :
لقد تناوب على حفظ هذه الهويّة – هوية المصبّ الرئيسي للإسلام – منذ الفتح الإسلامي إلى يومنا هذا رجالات وقيادات كانت المهج والأرواح ثمناً ومصدّاً لأي محاولة للعبث بهذا المبدأ أو المساس بعنوان وجوده وانتمائه والثبات عليه والذود عنه باعتبارنا دولة إسلامية وليست متعددة الأديان .
صدقت ورب الكعبة
إعجابإعجاب