المقالات

السنوات الجديدة في حياتنا

يوم السبت الماضي 31 ديسمبر ، أي اليوم الأخير من العام الماضي 2016م ؛ ودّعنا  في المقبرة إثنان اختارهما المولى عز وجل إلى جواره تعالى ، الأول : الأستاذ أحمد عبدالله بوقحوص ، وهو مربي فاضل قضى جلّ سني حياته التي جاوزت الثمانين عاماً في التعليم والدعوة إلى الله وأعمال الخير وله بصمات وأيادٍ بيضاء في ذلك ،  والثاني محسن محمد عبدالقادر البلوشي . وهوشاب في العقد العشرين من عمره ، لم تمهله مصيبة الموت التي لاتقدّم الشيوخ على الشباب ولا الصغار على الكبار ، ولا المرضى على الأصحّاء ، بل من جاء أجله رحل وغادر  . اثنان ؛ الأول في الثمانين والآخر في العشرين ، شاءت إرادة المولى عز وجل أن يموتا في نفس اليوم الأخير من العام 2016 فتنقضي حياتهما ( الكبير والصغير ) مع انقضاء العام ذاته .

يا الله .. يجدر بنا أن نعتبر بذلك ونحن ندخل الأيام الأولى من العام الجديد 2017 أعمارنا تتقدّم دون أن نشعر بها وتمضي بنا السنون ونكبر ونظن أن الآخرين من حولنا يظلّون صغاراً ، ونضيف إلى حياتنا أعواماً وأعواماً من غير أن ننتبه لوقفات أو مراجعات تجعل لكل عام قيمته وجدّته . ننشغل في دنيانا فلا يطرأ علينا طارىء الموت ، ولا ذكرى الراحلين رغم تشييعنا لجنائز من الأهل والأحباب ورؤيتنا لمشهد هذه القبور التي تملأ الرحب .

 نعيش كالمخلّدين الذين لا يتوقعون الرحيل ، نلهث ونركض لأجل الكسب والثراء ، ولأجل المال والجاه  ، وقد لانعبأ بالحلال أو الحرام . لانكترث بمن حولنا ، أصلحنا أم خاصمنا ، أحسنّا لهم أو أسئنا . وقد نحصد الشّر ، وقد نكذب ونسيء ، وقد ننافق ونسرق ونرتشي ونظلم ونتخاصم ونأنس للحرام ونألف الغش والخداع و … إلخ . يمكننا أن نعمل كل شيء من أجل أنفسنا في هذه الدنيا دون أن نعبأ بهذه السنوات التي تبدأ إحداهن ثم سرعان ما تنتهي وتضيف إلى سني أعمارنا رقماً جديداً ، ثم تتواصل الأرقام الجديدة إلى أن يحين ارتقاءنا إلى بارئنا في ساعة لانعلم أوانها ، لكننا نعلم إنها إن حانت ؛ انتهى معها كل شيء ، كل شيء ، ماعدا أعمال أخرى ربما يضعف أو يخبت الاهتمام بها أو لا يكون لها إلاّ السنين المتقدّمة من أعمارنا أو المراكز المتأخرة من سلّم اهتماماتنا وطاحونة سعينا في هذه الحياة ، رغم يقيننا ومعرفتنا بأنها أفضل ما يمكننا حمله معنا من هذه الدنيا الفانية .

السنوات الجديدة في حياتنا ؛ إنما هي محطات ينبغي لها ألاّ تمرّ مرور الكرام ، ومناسبات تحتاج إلى أن نستغلّها في غير أن نقصرها على مجرّد تبادل التهاني والتبريكات بينما الإضافات والأرقام الجديدة في أعمارنا لابد وأن تكون لها مدلولات ووقفات يجب أن لانغفل عنها ولانهملها . كل عام وأنتم بخير ..

سانحة :

من الحِكَم الجميلة ، يُروى بأن أحد دهاة العرب قال : ماغلبتني إلاّ جارية ، كانت تحمل طبقاً مغطى فسألتها : ماذا يوجد في الطبق ؟ فقالت : ولِمَ غطيناه إذن !! فأحرجتني  .. أي شيء مستور لاتحاول أن تكشفه .

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s