هذا المقال كتبته في الأول من شهر مايو الماضي 2016م ، نقلت فيه فرحة الناس خاصة في المحرق بافتتاح ساحل مراسي ، وبينت أن سبب هذه الفرحة يعود إلى أن المحرق كانت قد صارت بلا سواحل ! ونقلت في ذاك المقال تخوّف و(إشاعات) بأن هذا الساحل سيتحول إلى الخصوصية كغيره من بقية السواحل الجميلة . وبالفعل (الإشاعة) أصبحت حقيقة وصدمة للجميع ، وتحوّل اليوم ساحل مراسي إلى (privat) ! الدخول فيه برسوم : للكبار (4) دنانير وللصغار (2) دينار .. ولنبقى في جزيرة بدون سواحل ! أترككم مع قراءة شيقة لمقالي في العام الماضي ..
جرى قبل حوالي شهرين – أقل أو أكثر – افتتاح ساحل مراسي البحرين في المنطقة المعروفة اليوم بـ (ديار المحرق) وهي منطقة تم إنشاؤها على مساحة شاسعة من البحر المدفون شمال المحرق ، يُقال – والعلم عند الله – أن مساحتها تقارب أو تتجاوز المحرق نفسها .
وشهد الساحل الجميل الذي افتتح هناك تدفقاً كبيراً من المواطنين والمقيمين ، خاصة خلال العطل الأسبوعية ، حيث اكتظّ المكان بأعداد هائلة ، لاأبالغ إن قلنا أنهم – ربما – في خانة الآلاف ، منهم من نزل للسباحة في البحر والاستمتاع بمياهه النظيفة واللطيفة ، ومنهم من فضّل الاستلقاء على رماله أو الاستجمام من هوائه ، وأما الأطفال فإن متعتهم كانت كبيرة ، ربما تفوق الوصف .
ورغم أن هذا الساحل بسيط في مرافقه وكذلك مواقف سياراته ؛ إلاّ أن ( الأفواج ) تتزايد عليه بصورة لافتة ، لايمكن أن تخطئها العين ، ولا يمكن تفسيرها إلاّ بأن هؤلاء قد وجدوا ضالتهم في هذا الساحل ، ساحل مراسي البحرين بعد طول انتظار لإيجاد سواحل يمكن أن يرتادها عامة الناس ، من مواطنين ومقيمين ينشدون الراحة ويستقطبهم الجمال ويبحثون عن زرقة البحر الذي يحيط بهم من كل جهة لكنّه عزّ الوصول إليه .
يمثل ساحل مراسي البحرين علامة فارقة بالذات لأهالي المحرق الذين رغم مجاورتهم للبحر من جهاتهم الأربع إلاّ أنهم محرومين من سواحله ، وأنهم وجدوا أنفسهم بعيدين عن ضفافه بعدما كان هو جوهر حياتهم اليومية ومركز نشاطها ، وصاروا يتحسرون على أيامه وذكرياته – البحر – الحلوة بعدما ابتلعته الحيتان ودفنت منه مساحات شاسعة على مدّ البصر ، أنشئت عليها جزر ومنتجعات متنوعة ومتعددة لم يكن للأهالي – خاصة أهل المحرق – أي نصيب منها حتى جاء ساحل مراسي البحرين كما الضالّة التي كانوا يفتقدونها ، فانكبّوا عليه جماعات وزرافات ، كما تشاهدون وترون .
غير أن المحزن في الأمر ؛ هو مايجري ترديده هذه الأيام من أن هذا الساحل الذي شكّل متنفسا وحيداً لأهالي المحرق بالذات وأعاد إليهم نوعاً من الأمل في إمكانية أن يكون لهم ساحل ( معتبر ) ؛ يُقال أن هذا الساحل سيتحول (privat) وسيلتحق بركب السواحل الخاصة ! وأعتقد أن ذلك سيشكل صدمة لهذه الجموع ( اللي ماصدّقت ) أن يكون لها مثل هذا الساحل .
وعلى العموم سواء صحّت هذه الأنباء أم لا ؛ فإن الأمل الآن قد تجدّد لأهالي المحرق بعد إزالة الكبائن والعشيش ، ويتمنون تحقيق مقولة وشعار ( إعادة السواحل إلى أهالي المحرق ) وأن تباشر كل الجهات ( بالذات بلدية المحرق ومحافظتها ) التي اشتركت خلال الفترة الماضية في حملة إزالة تلك الكبائن ؛ في إقامة سواحل حقيقية – بحسب الوعود – للناس على غرار ساحل مراسي البحرين ، وألا نتفاجأ مثلما توقعات الكثيرين بأن هنالك حيتان كانت تترصد بتلك السواحل وتترقب إزالة الكبائن من أجل ابتلاعها وتحويلها إلى جزر أو منتجعات أو سواحل خاصة .
سانحة :
بعد حوالي ثلاثة شهور تقريباً ؛ ستحل الذكرى السنوية الثامنة للإعلان عن إنشاء ساحل قلالي !! تصوروا ثمان سنوات ولم يظهر للنور أي بارقة أمل لهذا الساحل !!
أخي ألكريم
أتفق معاك إن لا توجد سواحل كافية في ألبحرين، وإن وجدت سيكون حالها مثل الحدائق والمرافق العديدة ألمهمولة في ألبحرين. على سبيل المثال حديقة ألسلمانية، ألأندلس، ألحديقة ألمائية، أو حتى ممشى البديع الذي يوجد بة أكثر من ساحل
.
لكي تزدهر هذة ألبلد سياحآ، فلا بد من إستقطاب ألقطاع ألخاص وتشجيعة للأستثمار في هذة السواحل وتطويرها وتجميلها والأهم من ذلك توفير ألخدمات ألراقية، وألصيانة والتطوير ألمستديم. مراسي ألبحرين مدعوم من قبل شركة إيجل هـيلز ألأماراتية وبيت ألتمويل ألكويتي أللتين طورو أبدع ألمشاريع إقليميآ وبالأخص في ألبحرين ، كل ذلك يعود لصالح إنتعاش إقتصاد مملكتنا ألغالية وجلب ألسواح وألمستثمرين الذين في ألنهاية سيقودوننا للإزهار ألذي نطمح إلية في ألمدى ألقريب إنشاءأللة، وهذا ما تفعلة جميع ألدول ألمتقدمة ومن ضمنها دبي ألتي نفتخر وتتباها بها.
للعلم مراسي ألبحرين الأن توفر خدمات عديدة سواء من مطاعم، رياضات بحرية، ألعاب ترفيهية، إسراحات عالية ألجودة، فعاليات إسبوعية، حديقة مائية. كل هذا من غير حساب! هل يعقل ذلك ؟ هل نلوم إدارة مراسي ألبحرين على دينارين تذكرة دخول لتوفير كل هذة ألوسائل ألترفيهية، في ظن ألكثير إن ألدينارين مبلغ رمزي جدآ وأوفر من أي مكان أخر لتستمتع مع عائلتك في مكان راقي طوال أليوم مثل مراسي ألبحرين.
فراس نورألدين
إعجابإعجاب