أحسب أن ليلة الجمعة الماضية ؛ كانت ليلة مشهودة بالنسبة لنا في البحرين ، أو للدقة قطاعات عريضة من الشعب التي تابعت مزاد الأرقام المميزة للسيارات الذي تم تدشينه لأول مرة ، وتجاوزت المبالغ المحصلة منه حاجز المليون ونصف المليون دينار . تم جمعها في ليلة واحدة فقط !
تعليقات كثيرة ضجّت بها وسائل العالم الافتراضي ، جلّها مابين مستنكر ومستغرب ، وأيضاً لم تنقصها السخرية و( الطنازه ) . لكن لسان حال الكثيرين كأنه يقول أن هذا المزاد هو (ضربة معلم) لاأحد يدري كيف فات تنفيذها والقيام بها كل هذه العقود من السنوات ؟! كيف فاتت هذه الطريقة لاستدراج أموال المتبطّرين والمتخمين والمترفين والمسرفين ؟!
لكن أفضل مافي هذا المزاد ، مزاد الأرقام المميزة ؛ أنه تم تأسيس شركة لإدارة المزاد تتبع شركة ممتلكات ؛ وهي الشركة التي قيل لنا منذ أكثر من (10) سنوات أنها الذراع الاستثماري للدولة ، وهي شركة منذ نشأتها وبداية تأسيسها تعيش في عالم الخسارة والمديونية الذي ضلّت طريق الخروج منه ، فأصبحت عبئاً على الاقتصاد الوطني بعدما كان المؤمل أن تكون عوناً له. ويُقال أن هذا الذراع الاستثماري – شركة ممتلكات – الذي يضم شركات متنوّعة المجالات لم يستطع أن يدخل حتى فلساً واحداً في ميزانية الدولة منذ بداية تأسيسها – قبل أكثر من عقد من السنوات – وحتى اليوم .
ولذلك كل الأمل أن يكون مزاد الأرقام هو ( المشروع المنجي ) لشركة ممتلكات ووسيلتها لفتح بوابة عالم الربحية ، وبشارة خير للمواطنين والدولة بأن ذراعها الاستثماري – ممتلكات – قد دبّت فيه الحياة مرّة أخرى من خلال مشروع بسيط ومحدود حقق في انطلاقته الأولى ما عجزت عنه – للأسف الشديد – كبريات الشركات المنضوية تحت ممتلكات منذ سنين وسنين .
بقي في هذه المناسبة أن نشير على شركة ممتلكات إلى ضرورة عدم التوسع في التكاليف التشغيلية لهذه الشركة الجديدة المنضوية تحت مظلتها واسمها ( مزاد ) حيث من الواضح أن الأمر بسيط جداً ، يمكن إدارته ألكترونياً أو ببضع موظفين لايتعدون أصابع اليد ، وبالطبع لايحتاجون إلى خبرات أجنبية . وبالتالي نأمل ألاّيتضخم كادرها الوظيفي التشغيلي بحيث تتبخّر المبالغ المحصلة من المزادات لتغطية رواتب وعلاوات وامتيازات تقضي على فرحتنا لممتلكات وتفشل هذه الـ (ضربة معلم ) .
سانحة :
نجاح المزاد الأول وربحيته في باكورة أعمال شركة ( مزاد ) ؛ هو فرصة لإعادة النظر في الشركات العاجزة في ممتلكات ، والتوجّه نحو تصفيتها بعد كل هذه السنين من الخسائر والديون والأعباء على الدولة .. فلربما بيع الأرقام ومستقبلاً الخيول وربما الإبل وما شابهها من ماركات وتحف واكسسوارات و … إلخ ؛ ربما أكثر فائدة وربحية لممتلكات .. ربما ؛ من يدري ؟!