المقالات

“يوفال شاني” رئيساً لها !!

أصنام كثيرة تم إعادة تصنيعها ونشرها في مختلف ربوع العالم بمسميات متنوّعة وخدّاعة ، وفق شبكة يديرها (كهنة) كبار يتلاعبون في كيفية استخدامها وترويجها بالذات في الذهن العربي الذي أصبح مثقلاً بالتبعية والانهزامية للغرب بحيث أصبح هذا الذهن يرى في تلك الأصنام الحديثة تقدّما وتطوّراً فيما هي في واقع الأمر مجرّد أصنام تثير الاشمئزاز ، لاتهشّ ولاتنشّ إلاّ على ضعفاء هذا العالم . انحصر كل عملها في كونها مجرّد أدوات ضغط وابتزاز لتحقيق أطماع ومصالح لاعلاقة لها بالمثل والقيم الإنسانية التي أطلقوها على تلك الأصنام .

من تلك الأصنام – مثلاً- حقوق الإنسان أو الديمقراطية أو الحريات المدنية أو الحريات الدينية أو حقوق المرأة أو التعايش والتسامح أو … إلى آخر تلك المسميات التي غزت العالم ، خاصة أوطاننا العربية والإسلامية . وانطلت على الكثير من السذّج فضلاً عن أنها أيضاً أصبحت بضائع فاسدة يتكسّب منها متمصلحون ومنافقون ركبوا هذه الموجة وتسلّقوا بها سلالم شهرة وحظوة .

وما كان لمثل تلك الأصنام أن تنتشر ويكون لها سطوة لولا ابتعادنا عن منهج رب العالمين ، واستمرار توسع الفجوة بيننا وبين الالتزام بديننا الإسلامي الذي سبق كل تلك المسميات ، ونظّمت تعاليمه العظيمة حقوق البشر وواجباتهم وأعلت من كرامتهم ورفعت مكانتهم وحرّمت الاعتداء على النفس البشرية أو قمعها أو تعذيبها أو إهانتها أو التمييز ضدّها ، ووضعت للإنسانية مواثيق وعهود فاقت في سموّها وعلوّها تلك القراطيس البالية التي يبيعها علينا الأمريكان والأوروبيون ويصوّرونها أو يجعلون منها أصناماً يتملّكهم الخوف والقلق على المساس بها ، ويريدون من العالم تصديق أنهم – الأمريكان والغرب – دعاة إصلاح ورسل رحمة وحمائم سلام تهتز ضمائرهم للقتل وينتابهم الخوف على الحريات وتنتفض فرائصهم حزناً على الديمقراطية وتسيل دموعهم كمداَ على حقوق المرأة فيما هم في واقع الأمر قتلة وجزارين ومصّاصي دماء لاعلاقة لهم بمسميات الأصنام التي يطنطنون بها.

وإلاّ لو كان في تلك الأصنام خيراً لما آلت في هذا الشهر رئاسة لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة إلى البروفيسور الإسرائيلي “يوفال شاني” أستاذ القانون في الجامعة العبرية بالقدس المحتلة ونائب رئيس معهد أبحاث الديمقراطية الإسرائيلي !! بل والأسوأ أنه نال رئاسة هذه اللجنة بالانتخاب !!

هكذا ؛ وبكل وقاحة ، بلا حياء ولا استحياء ، يتبوأ منصب رئاسة أكبر لجنة أممية لحقوق الإنسان من ينتمي إلى دولة احتلال وإرهاب ، اغتصبت وطن ومقدّسات ، قتل الأبرياء عندها بلاحساب ، والاعتداء على حق الحياة لديها أحد أسباب بقائها . طائراتها ومدمراتها تدكّ المدن وتقصف القرى بلاهوادة .. ومع ذلك تطلع علينا  تلك اللجنة وأمثالها يدعوننا إلى احترام حقوق الإنسان وصوْن كرامته !! بئس تلك الأصنام التي تم اتخاذها بديلاً عن شريعة السماء .

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s