المقالات

لماذا لم يقولوا (مالنا كار) ؟!

مجموعة من مؤسسات ومكاتب السفر والسياحة اتفقوا مع بعض شركات الطيران والفنادق على تقديم عروض رحلات سفر لبعض البلدان مثل لبنان وتركيا ومصر بأسعار مخفضة وتشجيعية . واستقطبوا بتلك العروض مجاميع كبيرة من المواطنين خاصة من ذوي الدخل المحدود الذين كانت أوضاعهم المالية وصعوباتهم المعيشية لاتقوى على تكاليف السفر ولاتسمح لهم الاستمتاع والترحال في أرض الله الواسعة .

انتبهت إلى هذه العروض المخفضة والميسّرة للمواطنين بعض شركات الطيران والسفر ، ويقال أن شركة طيران طائرنا الميمون كانت على رأس هؤلاء المنتبهين والمشتكين . هذا الطائر الذي لازمته الخيبة – ومازالت – عقوداً من الزمن وأصبحت كلمات مثل الفشل والخسارة مرادفين لاسمه أو وجهين لعملة واحدة بالنسبة له .

وتوقع الناس أن هذه الشكوى أو (الغيرة) لامحل لها من الإعراب ، فالعروض الترويجية والتشجيعية حق متاح للجميع ، وأن التجارة عرض وطلب ، كما أن مقدّمي تلك العروض لم يرتكبوا محرّماً ولم يخالفوا قانوناً .

انحصرت التوقعات أمام هذه الشكاوى والاعتراضات أن يكون رد فعل الجهات المعنية لايخرج عن أحد أمرين : إما أن يُقال للمشتكين والمعترضين : تشبهوا بهم وخفّضوا أسعاركم مثلهم وطلعوا (مرايلكم) و(هذا الميدان ياحميدان) . وإما أن يُقال لهم نحن لانتدخل ، فسياستنا قائمة على السوق المفتوحة التي لاتسمح لنا بالتدخل . بالمناسبة ؛ الخيار الثاني (السوق المفتوحة) هو نفس الجواب الذي يتلقاه المواطنون حينما تعصف بهم أسعار السلع والخدمات ويئنّون من ارتفاعاتها وغلائها ، فما يكون من ردّ يتحصلون عليه من الجهات المعنية إلاّ هذا الخيار (مالَنا كار) السوق مفتوحة للمنافسة .

غير أن الجهة المعنية التي استقبلت شكاوى بعض الناس ومنهم الطائر الفاشل لم تتبع أحد الخيارين المذكورين ، وإنما اتخذت خياراً ثالثاً غير مبرّر وغير متوقع ، ومخالف للجواب المعتاد (مالَنا كار)  . إذ طلبت من مكاتب السفر والسياحة أن تُلغي عروضها المخفضة وأن ترفع أسعارها في سابقة نادرة ربما لم نسمع عنها من قبل ! بينما كانت التوقعات أن تلتزم الجهة المعنية في الدولة بعدم التدخّل أو تنتصر لصالح المواطنين وتقف إلى صفّه وتشجّع على تخفيض الأسعار وتلزم الآخرين المشتكين والمعترضين بالأسعار المخفضة وليس العكس .

سانحة :

إنه واقع مؤلم ؛ أن يكون رفع الأسعار مقبولاً بينما تخفيضها مرفوضاً . واقع مؤلم أن تكون سوقنا مفتوحة لرفع الأسعار وغلائها ثم تكون هذه السوق مغلقة أمام انخفاضها !!

 

 

رأي واحد على “لماذا لم يقولوا (مالنا كار) ؟!

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s