ولدت في 26 أغسطس 1962 في إحدى مدن أندونيسيا ، عُرفت بطموحها واجتهادها . بعد حصولها على البكالوريوس في الاقتصاد من جامعة أندونيسيا واصلت تعليمها حتى نالت الدكتوراه من جامعة إيلينوي الأمريكية . مارست التدريس في جامعة بلدها بالإضافة إلى أنها أستاذ زائر في جامعة ولاية جورجيا . وبسبب تأهيلها وتخصصها الأكاديمي أصبحت إحدى أهم أصحاب الخبرة الاقتصادية ليس في أندونيسيا فحسب وإنما على مستوى العالم حيث اختارتها مجلة فوريس المتخصصة عام 2014 لتحتل المرتبة (38) ضمن قائمة النساء الأكثر نفوذاً في العالم .
أسندت إليها حقيبة وزارة المالية في الحكومة الإندونيسية العام 2006م لتكون أمام تحدّي تحقيق الاستقرار الاقتصادي واللحاق بالاقتصاديات المتطورة عند جيرانها ومحيطها . زاد من هذا التحدّي وجعله أكثر صعوبة وتعقيداً الأزمة المالية التي ضربت أطنابها العالم كلّه في العام 2008م .
اعتمدت سري مولياني إندراواتي على كفاءتها العلمية وخبرتها المهنية في وضع استراتيجية واضحة وحازمة للنهوض الاقتصادي تقوم على زيادة الاستثمار وزيادة إيرادات الدولة من خلال إعادة هيكلة بعض المرافق الهامة التي كانت ترى فيها أنها مراكز تقليدية للفساد كإدارات الضرائب والجمارك . وعملت على خفض الإنفاق العمومي في مؤسسات الدولة وتوجيهه في الصحة وتجويد التعليم باعتبارهما الروافد الأهم لأي تنمية وتقدّم تنشده المجتمعات ، وأنجزت حينذاك نتائج باهرة في خفض الإنفاق وزيادة الإيرادات وتحقيق وفورات من الفساد.
واجهت سياسات إندراواتي في محاربة الفساد ضغوطاً وحروبأ أدت إلى استقالتها من الوزارة في العام 2010 لتعود إلى مهنيتها في تقديم الخبرة الاقتصادية ومساعدة بلدها في تجاوز أزماته ومعالجة مشكلاته وكذلك عدد من بلدان العالم . فانضمت في العام 2010 إلى البنك الدولي وتتدرّج في مناصبه لتشغل في النهاية منصب المدير المنتدب فيه ، وهو المنصب الثاني بعد رئيس البنك الدولي.
في العام 2016 يُعاد تكليف سري إندراواتي بمنصب وزير المالية في أندونيسيا لتقرّر المواصلة والبناء على مابدأته في الأعوام من 2006 -2010م وتقوم بمبادرات متنوّعة في الاستثمار وتوفير فرص العمل ومقاومة الفقر وماشابهها من مبادرات وإجراءات أسهمت في تحقيق إنجازات كثيرة أبرزها : رفع المستوى الاجتماعي والاقتصادي ، وخفض مستوى الفقر بنسبة (40%) ، والحدّ من عدم المساواة في الدخل ، وتعزيز فرص العمل والنمو الاقتصادي من خلال زيادة وتسهيل فرص الاستثمار المحلي والخارجي . وتمكنت من خفض ديون أندونيسيا (50%) ورفع الاحتياطي لـ (50) مليار دولار . وغيرها من الإنجازات الكثيرة التي حققتها هذه المرأة الخبيرة الاقتصادية والأستاذة الجامعية صاحبة المؤهلات والخبرات التي رفعت اقتصاد بلدها وأسهمت في استقراره الاقتصادي والاجتماعي خلال توليها الوزارة التي استحقت بكل جدارة الحصول على لقب أفضل وزير في العالم في العام 2018م ضمن فعاليات القمّة العالمية للحكومات التي تنظمها سنوياً بكل اقتدار دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة وتستقطب فيها صنّاع القرار حول العالم ، ويُتوّج خلالها جائزة لقب (أفضل وزير في العالم) اعتماداً على إنجازات ومعايير دقيقة ربما لاتتوافر إلاّ في أمثال الدكتورة سري مولياني إندراواتي.