منشور في مجلة المعلم الكويتية – العدد (1865) – 10 أكتوبر 2020م
“شكراً معلمي” مهرجان سنوي تنظمه جمعية المعلمين الكويتية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم بمناسبة يوم المعلّم العالمي منذ أكثر من عقد من الزمان ؛ يٌعد من أبرز المهرجانات التي تستقطب اهتمام شرائح واسعة من المجتمع حيث تتنوّع فعالياته مابين مؤتمرات وورش وندوات ومعارض وماشابه ذلك من مناشط تساهم في رفد العملية التربوية والتعليمية بالمستجدات والتطورات المتلاحقة ، وتعمل على إبراز دور المعلمين ومكانتهم ، وتساعدهم على النهوض برسالتهم والارتقاء بأدائهم وحلّ مشكلاتهم والتغلّب على مايواجهونه من عقبات أو عثرات، وترسخ حقوقهم ومكتسباتهم ، وتعرض تطلعاتهم باعتبارهم الحجر الأساس لنجاح التعليم ومخرجاته.
غير أن هذا المهرجان قد اكتسب أيضاً أهمية بالغة ، رفيعة المستوى جداّ ، ربما لاتضاهيها في ذلك الاهتمام مهنة أخرى ؛ إذ يُتوّج هذا المهرجان السنوي – شكراً معلمي- باحتفال كبير يحظى بالرعاية السامية لأمير البلاد المغفور له بإذن الله سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح طيّب الله ثراه الذي جعل منه مناسبة سنوية يشملها برعايته ويحرص على حضورها بنفسه ، ويلتقي فيها مع المعلّمين ويقوم بتكريم المتميزين منهم وكذلك المدارس المتميزة حتى باتت هذه الاحتفالية كما المسابقة الكبرى التي يتنافس فيها آلاف المعلمين على العطاء والإبداع لأجل الحظوة بتكريم الراحل سمو الشيخ صباح طيّب الله ثراه الذي أمدّهم بهذه الرعاية والتكريم دعماً واسعاً إيماناً منه رحمه الله بدورهم المجتمعي الهام .
وهكذ أصبح المعلمون كل عام في يومهم العالمي يختتمون مهرجانهم السنوي ” شكراً معلّمي” بلفتة خاصة ، خاصة جدا من أمير البلاد سمو الشيخ صباح رحمه الله في إشارة لاتنقصها الدلالة على المكانة الرفيعة للمعلّم لدى سموّه وإحساسه بثاقب بصيرته لعظم المسؤولية التي يتحملونها ، والمنزلة العالية لهم عند المجتمع ومقدار الاحترام والإجلال الذي كان يكنّه سمو الشيخ صباح رحمه الله لرسالتهم ومهنتهم النبيلة.
بل إن سمو الشيخ صباح رحمه الله كان يلقي في هذه الاحتفالية السنوية لتكريم المعلمين المتميزين كلمة سنوية يوجّه المسيرة التربوية ويضع فيها بصمات حنوّ الأب على أبنائه وأمل القائد لمستقبل أجياله.
لاشكّ أن الفقْد كبير ، ومشاعر الأسى على فراقه قد عمّت الأرجاء . وسيتذكّر المعلّمون في حزن شديد من كان يشدّ على أيديهم في يوم احتفالهم السنوي بمهنتهم ، يعلي من شأنهم ويكرّم متميّزهم ويدعم منزلتهم ويعلن سموّ رسالتهم والآمال المعقودة عليهم.. رحمه الله وأسكنه فردوسه الأعلى .
سانحة :
مما جاء في كلمة المغفور له بإذن الله سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح طيّب الله ثراه في حفل ” شكراً معلمي” العام الماضي 2019م ” أن كل ما ننشده من آمال وتطلعات هو تنشئة أبنائنا وبناتنا تنشئة صالحة متسلحين بالعلم والمعرفة ومتمسكين بمبادىء ديننا الإسلامي الحنيف الداعي إلى الخير والمحبة والتآلف ومحافظين على ثقافة الوطن وتقاليده الحميدة”.