من منّا لايعرف الأخ العزيز بومحمد صاحب الشعار والحساب المعروف بـ (تواصل البحرين) أو لايعرف هاتفه 33039000  أو لم يكن له أي اتصال معه طوال الاثني عشر سنة الماضية . فهو عند الناس من أشهر المعروفين في العمل الخيري التطوعي الذين اكتسى الإخلاص معدنهم وأصبح حبّ الخير وخدمة الآخرين هو عماد حياتهم.

أحمد جمعة الغريب ؛ هو من أوائل من يتصل به أهالي الأموات – أطال الله في أعماركم – للترتيب لإعلان الوفاة والجنازة وموقع الدفان ووقته ومكان مجلس التعزية. يستلم كل هذه المعلومات عبر هاتفه المعروف منهم في لحظاتهم الحزينة ، يواسيهم ويعزيهم ، ثم يخفف عنهم ويتولى مسألة الإعلان والدعوة للدفان ومراسم التشييع ومجلس التعزية للرجال والنساء ، وينشره بأسرع مايمكن دون أي تأخير في حساب تواصل البحرين الذي تجاوز عدد المشتركين فيه خانة العشرات الآلاف ، سواء في ( الواتساب ) أو (الانستغرام) الذي يتولى معاونته فيه أخاه الفنان عبدالرحمن جمعه الغريب.

بدايته في هذه المبادرة الخيرية كانت قبل حوالي (12) عاماً حينما ارتأى أن صدمة الموت عند أهل المتوفي تربكهم ويثقل ألم الفقْد والحزن تحركهم وتصرّفهم فأخذ على عاتقه مهمة الإعلان عن الوفاة ومايستتبعها من موعد صلاة الجنازة وموقع الدفان ومجالس العزاء. وكلنا يعرف أهمية هذا الإعلان وأثره في التعريف والتحشيد.

ومع مرور السنوات ازداد هذا الحساب (تواصل البحرين) رسوخاً وتضاعف متابعوه ، وأصبح مرجع الناس ومحل ثقتهم ومصدرهم  لمعرفة الوفيات وحضور الجنائز وتقديم التعازي ، لايكاد يمرّ يوماً دون أن يتناقل الجميع أخبار الوفيات منه ويبثونها في (قروباتهم) بحيث أصبح أخونا العزيز بومحمد من أكثر مايعرفهم الناس ويلجأون إليهم في حالات الوفاة ليكفيهم أحد أهم المهمات والتصرفات حين الوفاة ، التي هي الإعلان والنشر عنها.

وكنت أظن إلى وقت قريب أن حساب ( تواصل البحرين) بهذا الانتشار الكبير والزخم الإعلامي والتوقيت الدقيق والمسبق لمواعيد الصلاة والدفان يقوم عليه فريق متكامل يتولى إدارته بالتناوب على مدار الساعة إلى أن اكتشفت أن هذا الفريق مكوّن منه لوحده فقط ؛ أحمد جمعة الغريب. فهو يستقبل الاتصالات في كل وقت ، لافرق عنده بين النهار أو الليل ، بل حتى بعد منتصف الليالي ، في حضرِه أو سفره ، وهو على ذلك بشكل يومي مايقارب (12) عاما بلا توقف وبلاتعب أو ملل فهو يدرك حاجة الناس لهذا الإعلان في ظرفهم الصعب ويوقن أنه يقدّم لهم خدمة جليلة ويكفيهم عناء القيام بواجب مهم تجاه المتوفي.

ومؤخراً قام بومحمد بتطوير عمله وخدماته فدشّن تطبيقاَ خاصاً بمسمّى ( Tawassul Bahrain) يتضمن كل الأخبار الاجتماعية ويقدم خدمات ومعلومات مساندة لكل محتاج عنده حالة وفاة أو مريض أو زواج أو ماشابه ذلك .

وهذه الخدمة يقدمها بومحمد في حسابه وتطبيقه (تواصل البحرين)  بلا أي ثمن أو مقابل سوى ابتغاء مرضاة المولى سبحانه وتعالى رغم اقتراح الكثيرين عليه أن يقبض عنها رسوماً أو يتبع طرائق أصحاب الحسابات الأخرى التي تتربح من الرعاية والإعلان سواء أصحابها أشخاص عاديين أو فاينشتات أو نواب . لكن سجيته ومعدنه الأصيل يريد أن يكون عمله خالصا لله وتطوّعا لوطنه فجزاه الله خير الجزاء.

وأحسب أن أمثال أحمد الغريب كثيرون في البحرين التي هي (ولاّدة) بالمخلصين والأوفياء لوطنهم  في كل المجالات ممن يمكن أن تنهض بهم البلد وتتطوّر وتتغلّب على أزماتها ومشكلاتها لولا أن فضاء الوطنية الحقّة والمخلصة قد تلوّث بالدخلاء والحمقى والصفقاء والفاشلين الذين يتنافسون في سباق النفاق وسوق التطبيل.

سانحة :

يقول جلال عامر رحمه الله : ” كان نفسي أطلع محلل استراتيجي لكن أهلي ضغطوا علي عشان أكمّل تعليمي”.