صرح سعادة خليفة حمادة وزير المالية الكويتي في بداية الشهر الحالي ” إن أداء صندوق احتياطي الأجيال القادمة كان الأفضل في تاريخه وحقق نسبة نمو بلغت (33%) في السنة المالية المنتهية في 31 مارس الماضي ” وتابع الوزير قائلاً : ” إن الصندوق حقق نتائج تفوق الأهداف الموضوعة في استراتيجية الصندوق ” . يابختهم .. اللهم لاحسد .
وكانت المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية بدولة الكويت الشقيقة قبل ذلك قد أصدرت في أواخر العام الماضي 2020 بيانا صحفياً عن أدائها ؛ ذكرت فيه ” أنها حققت أرباحاً بلغت (4.7) مليارات دولارات خلال الفترة من 1يوليو إلى 30 سبتمبر 2020 وبنسبة نمو قدرها (611%) عن نفس الفترة من العام الماضي ليبلغ إجمالي الأرباح المحققة في النصف الأول من هذا العام (12.1) مليار دولار. وأيضاً يابختهم .. اللهم لاحسد .
في الواقع من يتابع أداء واستثمار تلك الصناديق والمؤسسات والهيئات هناك ويرصد حجم النجاح والأرباح الضخمة التي تتحقق بالرغم من الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم من جراء جائحة كورونا ؛ لايملك إلا أن يتساءل بكثير من الحيرة والاستغراب عن أسباب غياب مثل هذا الأداء والنتائج والأرباح عن مؤسساتنا وصناديقنا وشركاتنا وهيئاتنا التي لاتظهر – غالبها – علينا إلاّ بخسائرها وعجوزاتها التي لاتكاد تنتهي ! بعض الشركات تم تأسيسها لرفد موارد الدولة وزيادة مداخيلها فإذا بموارد الدولة هي التي تدعم بقاء تلك الشركات ! وطائرنا الميمون يطير بخسائره منذ نعومة أظفارنا ، والهيئة المسؤولة عن تقاعدنا بسبب الخسائر والعجز الإداري والاستثماري المغلف بمسمى ( العجز الاكتواري) قررت حتى – في سابقة غير متوقعة – وقف الزيادة السنوية عن المتقاعدين.
إن استمرار العجوزات والخسائر بينما الآخرون على العكس من ذلك إنما هو مدعاة للتساءل عن الخبرات والكفاءات والمؤهلات التي يملكها الرابحون ويفتقدها الخاسرون . ونحسب أن البحرين ولّادة بالأكفاء والخبراء والمؤهلين الذين يمكنهم تجديد الدماء في الهيئات والشركات وبث الحيوية ومغادرة مقاعد العجز والخسائر والقفز إلى مصاف الربحية والعوائد المجزية بل والتفوّق على مثيلاتها ونظرائها في دول الجوار .
سانحة :
هل تكلفة الزيادة السنوية للمتقاعدين (6) مليارات دينار بحسب تصريح رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للتأمين الاجتماعي المنشور في جريدة أخبار الخليج بتاريخ 13 يوليو 2020م أم (18) مليون دينار بحسب تصريح رئيس لجنة الخدمات بمجلس النواب المنشور في جريدة الأيام 19 يونيو 2021م ؟!!