المقالات

نزاهة بلديي المحرق

كان موقفاً لافتا – وربما نادراَ – ومعبراً عن أصالة ونزاهة طالما افتقدناها كثيراً حتى أصبحت هي الاستثناء بعدما كانت هي الأصل . الموقف الذي أعنيه هو ما أعلنه بعض أعضاء مجلس بلدي المحرق في اجتماعهم السابق إبان مناقشتهم مشروعات المحرق بأن غالب المشروعات التي قيد الإنشاء أو التي تم إنجازها خلال عضويتهم الحالية إنما هي تخص جهود وتحرّكات الأعضاء السابقين موجهين لومهم إلى وزارة الأشغال والبلديات بأنها لم تنفذ في مدينة المحرق شيئاً من مشروعاتهم ومقترحاتهم التي طرحوها خلال السنوات الثلاث الماضية.

وبدون الدخول في التفاصيل؛ فإن هذا الموقف الأخلاقي الرفيع قد تناقله الناس بالكثير من الإعجاب والتقدير حيث جرت العادة – إلاّ ماندر- في أي موقع عمل أن ينسى الخلف السلف ويرميه بكل نقيصة وتقصير، ويقوم المسؤول أو العضو البلدي أو النيابي الحالي بسرقة إنجازات السابقين والسطو عليها ونسبها له دون أي خجل أو مواراة.

يزداد التقدير لهذه النزاهة والموقف الأخلاقي النادر إذا ماعرفنا توقيته؛ فهو يأتي في دور انعقادهم الأخير، أي تعقبه انتخابات جديدة يحتاج من يرغب منهم إعادة الترشح إلى تجميع إنجازاته وزيادتها ووضعها في مطبوعات وفي الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي لكن نزاهة هؤلاء البلديين وأمانتهم منعتهم من التجرؤ على أعمال غيرهم وإنجازات ليست لهم . وأعتقد أن هذا الموقف الأخلاقي الأصيل والنزيه هو كفيل بأن يُحسب لهم في رصيدهم الانتخابي، وهو ماسيدفع الناس لإعادة ترشيحهم لنزاهتهم وأمانتهم وصدقهم ، وقد قال تعالى في محكم التنزيل ” إن خير من استأجرت القوي الأمين”.

في الواقع؛ ومن خلال خبرتي المتواضعة فإن دور الانعقاد الأخير ، سواء للبلديين أو النيابيين هو موسم انتخابات،وموسم للدعايات الانتخابية حيث يتسابق هؤلاء الأعضاء – خاصة الفاشلين منهم- إلى البحث عن إنجازات من هنا أو هناك، وتتداخل في هذا الموسم المهام النيابية والبلدية حيث يميل النواب إلى تلميع شخصياتهم من خلال تدخلهم في العمل البلدي بدوائرهم ولملمة مشروعات الأشغال والبلديين ونسْبها لهم وطلب التصوير في شوارع تلك الدوائر وأرصفتها  و(دواعيسها) وإشاراتها الضوئية مع أي مسؤول من الوزارات الخدمية أو أن يقوموا بعمل مباريات أو مسابقات أو افتتاح مقاهي أو عربات أو محلّات كافتيريا أو ماشابهها مما نراه الآن وسيزداد في قادم الأيام كلما اقترب موعد الاستحقاق الانتخابي.

 فألف شكر لهؤلاء البلديين المحرقيين الذين انحازوا للأمانة والنزاهة وأصالة معادنهم فأنصفوا من سبقهم في زمن شحّ فيه الإنصاف،وفي توقيت انتخابات هم أحوج مايكونون فيه لتجميع واستعراض إنجازات بأي وسيلة حتى لو بتسوّلها أو سرقتها من الآخرين والسابقين ولكنهم لم يفعلوا.

سانحة :

من باب الأمانة،ومن باب نسْب الفضل لأهله، فإن ماتشهده حاليا منطقة قلالي من أعمال إنشاءات في عدد غير قليل من المواقع ، وأهمها تطوير شارعها الرئيسي (ريا) إنما يُحسب ضمن جهود وتحرّكات سابقة وكبيرة للنائب الحالي خالد بوعنق الذي كان ممثلها البلدي لعدّة سنوات سابقة لم يبخل حينذاك بأي جهد أو مبادرة أو عطاء منه وكذلك من عائلته الكريمة.  

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s