برنامج طموح بدأت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بالمملكة العربية السعودية تنفيذه خلال السنوات القليلة الماضية ضمن برامجها لتحقيق رؤية 2030 بهدف خلق فرص وظيفية للباحثين والباحثات عن عمل، مستهدفًا المتخرجين من الجنسين.
ويقوم هذا البرنامج أساساً على توطين مهن ووظائف وأنشطة معينة يتم قصرها على السعوديين وفق عدد من المزايا والحوافز تتعاضد جميعها لتحقيق استراتيجية سعودة الوظائف والقضاء على البطالة والحدّ منها.
وفي سبيل ذلك بدأت المملكة العربية السعودية في اتخاذ قرارات شجاعة وحاسمة لقصر الوظائف والمهن وتوطينها في قطاعات هامة وحيوية نذكر – على سبيل المثال- الاستشارات القانونية، ومكاتب المحاماة، والتخليص الجمركي، والأنشطة العقارية ، ومدارس تعليم قيادة المركبات، بالإضافة إلى بعض المهن الفنية والهندسية كطب الأسنان، والصيدلة، والتمريض، والمحاسبة، والسكرتارية ومدراء الموارد البشرية وبائعي المجوهرات والذهب وغيرها الكثير من القطاعات والمهن والوظائف التي يجري إصدارها تباعاً وتركز على دعم المنشآت والباحثين عن عمل من مواطنيها وفق آليات منظمة ومدد زمنية محددة.
وبينما تحقق قرارات توطين الوظائف والمهن كل هذه النجاحات في السعودية ؛ نتفاجأ خلال الأيام القليلة الماضية بمن يرفض عندنا تطبيق سياسة أو مشروع قانون قصر مهن ووظائف معينة على البحرينيين بحجج ومبررات تثير الاستغراب، وأبدت هيئة تنظيم سوق العمل مخاوفها من حدوث تشوّهات في سوق العمل نتيجة تجارب سابقة! وهي الهيئة التي كان يُراد لها مع أختها هيئة صندوق العمل (تمكين) قبل حوالي (15) عاماً عند إنشائهما في العام 2006 أن يكونا (عوْناً) لبحرنة الوظائف والحدّ من تغوّل العمالة الأجنبية التي بلغت أرقاماً غير مقبولة أمام تزايد العاطلين من أبناء البلاد من مختلف التخصصات.
سانحة :
ومما ورد في أسباب رفض مشروع قانون بقصر مهن معينة على البحرينيين هو الخوف من (حدوث اختلالات في سوق العمل منها افتقار بعض العمال للمهارة أو الكفاءة أو التخصص المطلوب) وقد اقترحت في سانحة سابقة على المسؤولين ألاّ يذكروا مثل هذه الأسباب عند تبرير اللجوء لتشغيل غير بحرينيين ؛ فهذا السبب والتبرير لايصلح الاعتماد عليه بعد مرور (100) عام من التعليم عندنا ، بل ربما يكون هذا التبريرفضيحة وليس ذريعة خاصة إذا كانت هذه الوظائف التي يشغلها الأجانب عادية جداً وليست من نوعية علماء في الذرة وخبراء في أعماق البحار أو روّاد فضاء أو مخترعين لقاحات أو مختصين في علوم الجينات أو السيبرانية أو الصناعات الطبية أو البيولوجية أو ماشابهها من تخصصات علمية دقيقة ونادرة يُفترض – أصلاً – أننا أيضاً بعد (100) عام من التعليم أن تشغلها كفاءات وقدرات بحرينية نعتمد عليها بنسبة (100%) ولانحتاج لغيرها .