يقول الخبر المنشور اليوم 20 فبراير2022 في جريدة أخبار الخليج أن مركز المعارض الجديد في الصخير سيوفر300 وظيفة. وذلك ضمن تفاصيل كثيرة داخل نص هذا الخبر بمناسبة قرب افتتاحه. غير أن اللافت للنظر أن صاحب التصريح بهذا الخبر هو المدير العام الجديد للمركز، وهي امرأة غير بحرينية!! وذلك بصورة تحزّ في النفس حول استمرار هذا المسلسل الغريب في تهميش أو إهدار الكفاءات والخبرات الوطنية المتراكمة والمكتسبة في البحرين،والضرب في عرض الحائط كثرة الكلام والتصريحات عن أهمية الاستثمار في المواطن، وجعله الخيار الأوّل باعتباره الثروة البشرية والحقيقية التي يجب أن توجه لها سائر الإمكانات والحوافز للدفع بها في عالم لا يعتزّ إلاّ بأهله ولا يمكنه الصعود والتطوّر بسواعد غير أبنائه.
في كل بلاد الدنيا تكون الأولوية في شغل الوظائف بمختلف مستوياتها ومناصبها للكفاءات الوطنية ولايمكن أن يُصار إلى غيرها إلاّ في أحوال استثنائية قليلة جداً ينعدم أو يندر فيها الحصول على من يحقق مواصفاتها واشتراطاتها ومؤهلاتها من أبناء البلد ومواطنيه.
في بلد كالبحرين أمضينا قرنا كاملاً من تاريخنا التعليمي وأمسكنا بقصب السبْق في التعليم على مستوى الأقليم ولديها جامعة وطنية أمضت مايزيد على الأربعين عاماً على تأسيسها ومعها مايقارب الست جامعات أهلية تضم مختلف تخصصات الدنيا، وتضخ جميعها في الوطن سنوياً مئات الخريجين بصورة هي من المفترض أنها مصدر فخر واعتزاز ، ودلائل على تدني نسب الأمية أو تصفيرها، وزيادة أعداد حاملي المؤهلات العلمية العالية، خاصة من أصحاب الماجستير والدكتوراه – أعني المؤهلات الحقيقية وليست المزورة أو الوهمية أو المشتراة – في مختلف التخصصات العلمية والاقتصادية والقانونية والإدارية والفنية والاجتماعية وغيرها، وأحسب أنه مامن تخصص إلاّ وقد ولجَه البحرينيون وحصلوا على مؤهلاته حيث أن ما يقارب القرن الكامل (مائة سنة) من التعليم كفيل بأن يحقق للوطن تنوّع كفاءاته وثرائها وشموليتها كنتيجة طبيعية يقرّها العقل والمنطق لهذه المئوية. وإلاّ فإن الكلام بغير ذلك هو أشبه بالفضيحة خاصة إذا تعلّق الأمر بوظائف وتخصصات عادية جداَ جداً مثل إدارة مركز معارض أومثلها مما تقرأون وتسمعون بين الفينة والأخرى،وكأن البحرين خلت من مما يمكن أن يشغل مثل هذه المناصب بالرغم من مائة عام من التعليم !!
فمركز المعارض – مثلا- ليس مفاعلا نوويا ولامركبة فضائية ولامصنعاً لقنبلة ذرية ولامختبراً لعلوم الجينات وإنتاج اللقاحات ولامركزا لعلوم أعماق البحار والمحيطات ، مركز المعارض ليس مكاناً لأي من التخصصات الفريدة والنادرة التي يمكن أن يُصار للاستعانة في إدارته من غير أبناء البحرين وبناتها!! رغم أن مائة عام من التعليم ينبغي لها ألا تترك فرصة لأي ندرة أواستثناء، مهما بلغت، هكذا يُفترض لولا أنه شيء مؤسف أنه لازلنا نقرأ مثل هذه الأخبار في ظل توجهات صادقة وحازمة تقوم بها الدول المجاورة لتوطين الوظائف وجعلها حصراً وقصراً على أبنائها. وفي ظل – كذلك –وجود بطالة عندنا تتفاقم لاتنفع معها نشر أرقام توظيف أقل مايُقال عنها أنها لاتتطابق مع الواقع.
سانحة :
إن معالجة البطالة وبحرنة الوظائف في القطاع العام والخاص تحتاج إلى قرار سياسي عاجل يحاكي ماتقوم به- مثلاً- المملكة العربية السعودية الشقيقة من خطوات جريئة وجادّة تضع كل الاعتبار لأبنائها بكفاءاتها ومؤهلاتها وخبراتها وتفتح لهم أبواب الإبداع والتميز والنهضة بالوطن وتفتح معها لهم أبواب الرزق ورفاهية العيش وتنقذهم من براثن التعطّل وموائل الحاجة والعوز. وتدرك تماماً مقولة ( ماحكّ جلدك مثل ظفيرك).
……لأن راقصة الحي لاتطرب !!
إعجابإعجاب