يتابع عموم الناس عندنا وبالأخص المتقاعدون الأخبار الجميلة التي يجري الإعلان عنها أو التصريح بها في دول الجوار بشأن تحسين أوضاع صناديق التأمينات وزيادة مزايا المتقاعدين. ويتناقل الناس عندنا في مجالسهم ووسائل تواصلهم الاجتماعي منذ فترة زمنية ليست قليلة بالذات تلك الأخبار القادمة من دولة الكويت الشقيقة؛ ومن ذلك مثلاً:

• إعلان المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية عندهم أنها حققت أرباحاً في النصف الأول من العام 2020م بلغت (12.1) مليار دولار بنسبة نمو قدرها (611%). الجدير بالذكر أن العام 2020م هو عام جائحة كورونا.

• قضت محكمة الجنايات عندهم بسجن مدير مؤسسة التأمينات (الهارب) لمدة (15) سنة وتغريمه (100) ألف ديناربعد إدانته بالإضرار بأموال المؤسسة والدخول في مشاريع مع شركة استثمارات خارجية والتسبب بخسارة مايزيد عن (300) مليون دولار.

• في أوّل حكم من نوعه، وتحت عنوان (فوائد قروض المتقاعدين باطلة)؛أكدت المحكمة الإدارية عندهم أن المؤسسة العامة للتأمينات لم ينص القانون على استحقاقها لأي فوائد مستحقة على المبالغ التي تقوم بصرفها للمستبدلين والخاضعين للقانون. ورأت المحكمة أن الديْن محل الدعوى هو في حقيقته ديْن مدني وليس تجاريا وبالتالي لايُستحق عنه أي فائدة طبقا لنص المادة (305) من القانون المدني.

• اعتمد مجلس الوزراء صرف منحة عبارة عن مكافأة مالية تبلغ (3) آلاف دينار كويتي لكل متقاعد، ويتداول الناس هناك أنه سيتم صرفها قبل حلول شهر رمضان المبارك.

• يناقش مجلس الأمة عندهم مشروع قانون بتعديلات التقاعد يتضمن زيادة مزايا للمتقاعدين وتعظيم مكاسبهم، ومن أهم تلك التعديلات : 1- زيادة المكافأة المالية عند انتهاء الخدمة من (21) إلى (28) ضعف الراتب. 2- تطبيق نظام الادخار والاستثمار الاختياري لمن يريد رفع معاشه التقاعدي من خلال استقطاع إضافي. 3- تساهم الحكومة بسداد العجز الاكتواري للمؤسسة سنوياً وبانتظام من خلال دفعات نقدية أو عينية لاتقل عن (500) مليون دينار سنوياً حتى انتهاء العجز.

• تصريح تلفزيوني لرئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم عن مشروع قانون تعديلات التقاعد الذي يبحثه المجلس حاليا، قال فيه: (أن شريحة المتقاعدين تستحق الأكثر لأنهم أفنوا أعمارهم في خدمة البلد والآن نحن في مرحلة أن نرد لهم جزء بسيط ويسير من الجميل الذي قدموه للبلد. وأوضح أن اجتماعات السلطتين التشريعية والتنفيذية مستمرة للحصول على أكبر قدر من المكتسبات لإخواننا المتقاعدين مؤكداً أنه لايوجد سقف معين لرغبتنا في رد جميل المتقاعدين ).. اللهم لاحسد، اللهم لاحسد.

وهناك تصريحات وتعليقات كثيرة عندهم تصبّ في اتجاه زيادة المزايا وتعظيم المكاسب للمتقاعدين بالطبع ليس من بينها عبارات منمّقة ومخالفة لمدلولاتها ومآلاتها من مثل (المحافظة على مكتسبات المتقاعدين) أو (عدم المساس بمكتسباتهم) أو (مدّ عمر الصناديق التقاعدية) أو التحذير من العجز والإفلاس الاكتواري أو تحميل المتقاعدين فشل وأخطاء لاذنب لهم فيها وماشابه ذلك من جمل وعبارات حفظها الناس وأصبحت مملّة وممجوجة. كما أنه لايوجد من يغثّ الناس بتصريحات وتغريدات (عنترية) أو من يحلف يميناً ويساراً عن رفض وعدم موافقة حتى إذا ماجاء الوقت الحقيقي لاستحقاق المواقف دفن تصريحاته وتغريداته وحِلْفه في جلسة سرّية.

سانحة :

في ظل الارتفاع الكبير في أسعار النفط وتجاوزه لحاجز الـ (100) دولار وأكثر وما نتج من تحقيق هذا الارتفاع لوفورات في الميزانية العامة التي جرى وضع أرقامها اعتمادا على تقدير أن سعر النفط هو (50) دولاراً. وفي ظل تصريحات عن نجاحات وإنجازات اقتصادية وتنموية كبرى تم تحقيقها؛ في ظل كلّ ذلك: هل سيحصل المتقاعدون على منحة مالية مماثلة لمتقاعدي الكويت؟ أو على الأقل هل سيُعاد لهم مكتسبهم وحقّهم في زيادتهم السنوية التي توقفت لسنتين متتاليتين؟ أو يظهر رأي ناصح ومخلص يقول أن الوقت الآن غير مناسب للمساس بمكتسبات التقاعد.