المقالات

شكرا بنك ستاندرد

قدم بنك ستاندرد تشارترد الأسبوع الماضي درساً بليغاً في كيفية التواصل وعلاقاته العامة مع الجمهور، وأهدانا في هذا الصدد نموذجاً في غاية الأهمية يستحق الاحتذاء به . بداية القصة هو انتشار خبر أن موظفي هذا البنك استلموا بريدا الكترونيا من البنك نفسه بشأن المثليين،وأبدى الكثيرون في وسائل تواصلهم ومجالسهم استيائهم من هذا التصرف وانزعاجهم منه واعتبروه ضمن أدوات ووسائل الحملة والمؤامرة الكبرى لإدماج هذا القبْح في مجتمعاتنا الرافضة لهذا السلوك المحرّم شرعاً وعرفاً وكذلك مجافاته للفطرة السويّة.

بغض النظر عن بقية التفاصيل ، وبغض النظر عن مضمون البريد الإلكتروني وموضوعه فإن الذي يهمني في مقالي الآن هو الرد الراقي جداً الذي أصدره بنك ستاندرد في بيان جرى نشره في مختلف وسائل الإعلام وأدوات التواصل الاجتماعي. وأتوقع أن كل من قرأه شعر بمصداقيتهم وتقبّل ردهم بكل رضا وربما شعروا بارتياح نادراً ما يحسّون به إزاء ردود إدارات ومراكز العلاقات العامة والاتصال والتواصل مع الجمهور .

باختصار؛ فإن ردّ بنك ستاندرد تشارترد قد تضمن ثلاثة أمورتعبّر عن مقدار احترامهم واهتمامهم بجمهورهم وزبائنهم،أولها : إقرار واعتراف بحصول هذا الخطأ ( وصول بريد إلكتروني للموظفين بشأن المثليين) . وثانيها: اعتذار عن هذا الخطأ.وثالثها: تعهدّ بعدم تكرار هذا الخطأ واحترام العادات والأعراف المرعية في البلاد.

وبالتالي؛ فإن هذا الرد قد جاء – ربما- خارج المألوف والمعتاد مما تقوم به عدد من الوزارات والمؤسسات التي عادة ماتنفي الخطأ والتقصير جملة وتفصيلاً وتطالب باستقاء المعلومات من مصاردها ثم إذا زاد وتوسّع هذا الخطأ و(الخمبقه) يقومون بنشر أرقام وإنجازات لايشعر بها الناس ولايرونها إلاّ في بياض صفحات الجرائد ثم يجري الإصرار على عدم وجود أي خلل أو تقصير من خلال تأجير طبّالين يتولون التزيين والتبييض وقد يتطوّر الأمر حينما يتزايد الفشل فيقومون بالبحث عن جائزة أو شهادة (أول أو أفضل أو …الخ) من دكاكين العلاقات العامة في الخارج لتّضاف إلى سلسلة من النكات الممجوجة التي يتناقلها الناس بشيء من السخرية المصحوبة بحالة من الحزن والتحسّر على الأداء السيء وطريقة التعامل والتواصل مع الجمهور . فشكرا بنك ستاندر تشارترد على ردّه الذي احترم عاداتنا وتقاليدنا واحترم قبل ذلك عقولنا.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s