المقالات

(20) حلقة من ذاكرة الأحياء

يُعد التأريخ والتوثيق للماضي ، لأيام ولحظات الأوطان في البناء والتطوّر والرقي ؛ من المهام  والحقوق الوطنية التي يجب ألاّ تُهمل. ففي يوم ما سيأتي زمن نقف فيه جميعاً  لنتذكر محطات ومراحل تاريخية حاسمة،مفعمة بالإخلاص والعطاء نحتاج أن نحكي قصصها لأجيالنا في المستقبل،إلى أبنائنا وبناتنا.كيف كانت البدايات، وكيف كانت المصاعب والتحدّيات، كيف وقف رجال ونساء مخلصون في هذا الوطن يرسخون دعائمه ويبنون جداره ويرفعون سقفه ، بذلوا الغالي والنفيس من جهودهم وأوقاتهم وأموالهم وسني أعمارهم من أجل أن يشتدّ عود هذا الوطن ويقف بنيانه شاهقاً وتحلق رايته عالية  في لحظات ومراحل شاقة، تستحق أن نسجلّها ونسلط عليها الضوء ونحفظها على مرّ الأزمان،نُسند فيها لأهل الفضل فضلهم ونذكر أهل الدفّة ونسمي ربابنة السفينة من أولئك الرجال والنساء الذين كان لهم السبق والأقدمية في مختلف المجالات. منهم من قضى نحبه وانتقل إلى جوار ربّه تعالى وطُويت صفحاته من دون أن ينبري أحد ليحفظ عمله ويوثق جهده أثناء حياته وربما غالب حكاياتنا عن ماضينا تأتي بعد رحيل أصحابها.فتكون تلك الحكايات جامدة غير نابضة،فاقدة لحيويتها ولايراها بطلها ولايشعر بها. ومنهم من لايزالون أحياء بيننا نعرف مكانتهم ونجلّ قدرهم وبياض سيرتهم ونقاء سريرتهم وسلامة طويتهم وأصالتهم وبياض أياديهم؛ من حقّهم علينا أن نسمع لهم ونروي عنهم ونأخذ تجاربهم ونتعلّم من دروسهم .

مشروعنا (من ذكريات الأحياء) الذي عرضنا منه حتى الآن الحلقة رقم (20) نهاية الأسبوع الماضي ؛هو مشروع وطني نخدم من خلاله تاريخ البلاد، من خلال جهد تطوّعي متواضع نسأل المولى عز وجل الإخلاص فيه لله ثم لوطننا العزيز، نهدف منه أن نستعرض فيه حكايات الأحياء،ينقلون خلاله تجاربهم ، نتركهم يقصّون علينا بأنفسهم – وليس غيرهم- مراحل حياتهم وقصصهم ، يوثقون بألسنتهم تاريخهم وجهدهم وإنجازهم. فهذا أقلّ مايمكن أن نكرمهم به ونرّد لهم جميلهم فنبقيهم في وجدان الوطن وذاكرته،ويرون ذلك وهم أحياء بيننا أطال الله في أعمارهم ورزقهم الصحة والعافية.

ولأن العالم يموج بالمتغيرات وأصبح لوسائل التواصل الاجتماعي سبْق التأثير والانتشار؛فقد اخترنا أن يكون تنفيذ هذا المشروع ليس من خلال الكتابة فقط وإنما بالصوت والصورة ،من خلال إنشاء قناة ( يوتيوب) وحساب انستغرام خاص يحمل اسم مشروعنا (من ذاكرة الأحياء) الذي نأمل أن يتحقق له النجاح المنشود ويقدم خدمة وطنية رائعة تسهم في حفظ وتوثيق مراحل هامة وفترات أثيرة من تاريخ وطننا العزيز على لسان شخصيات رائدة، لها سبْقها وفضلها الذي نسعى لحفظه وتوريثه لأجيالنا.

لايسعني بهذه المناسبة إلاّ أن أتوجّه بالشكر الجزيل لفريق العمل المتحمّس جداً للعطاء والإبداع في المساهمة في إحياء ذاكرة الوطن،وهم:الدكتور هشام محمد العمال وأحمد عادل المرزوقي ومهند جمال زويد . والشكر موصول لكلّ الأفاضل ممنّ شجّع ودعم هذا المشروع منذ أن كان فكرة ثم نفذناه وعرضنا ذكريات ومسيرة عدد (20) من الآباء والأجداد حتى الآن ،وكلّنا أمل أن نحصل على الدعم والتشجيع الذي يدفعنا للاستمرار في تجديد شيء من ذاكرة وطننا الحبيب.

سانحة :

الأحياء يموتون مرتين : الأولى حينما يلفظون أنفاسهم الأخيرة. والثانية حينما ينساهم الناس.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s