المقالات

زوروا إثراء

ويُقصد به مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي الذي اختارته مجلة التايم الأمريكية ضمن أعظم (100) موقع على مستوى العالم.ويقع في مدينة الظهران،بالضبط على نفس الموقع الذي اكتشف فيه بئر الخبر أول ينبوع للنفط في المملكة العربية السعودية. يُشكّل من الخارج المبنى المقام على مساحة تقارب (80) ألف متر مربع مايشبه تحفة معمارية في منتهى الروعة والفخامة ، تضم داخل جنباتها عددا من الصالات والمرافق التي استغرقت زيارتنا لها الشهر الماضي مايزيد على الثلاث ساعات دون أن نستطيع استكمالها جميعها.

لعل أهم تلك المرافق المكتبة المكوّنة من طابقين تحتوي 270 ألف مادة مطبوعة والكترونية، وفيها من المخطوطات والوثائق والدراسات والكتب والدوريات مايجعل منها مكاناً متميزاً، بل ومثالياً للطلبة والباحثين بمختلف مستوياتهم،ومتوفر لهم في كل زاوية منها أجهزة يستطيع أي زائر البحث فيها بنفسه عن الكتاب الذي يريده،سواء باسم الكتاب أو مؤلفه. وتوفر المكتبة فرصاً للتعلّم الذاتي الفردي أو الجماعي للأطفال أو الطلبة في أجواء تفاعلية ممتعة تشجع بالفعل على القراءة والاطلاع،ربما لهم ولأسرهم،من خلال الجمع بين المعرفة والتقنية الحديثة. وهناك متحف للأطفال يستطيعون فيه تنمية مواهبهم وقدراتهم من خلال الورش والتجارب المبنية على اللعب.

أما المتاحف والمعارض فهي على مدّ البصر في هذا المركز الذي أحسب أنه لامثيل له على مستوى منطقتنا العربية على الأقل. الذي استطعنا أن نراه منها هو القليل، ومنها معرض الطاقة الذي يعرض بدايات البترول والاستكشافات وعمليات الحفر وماشابه ذلك مما يخص الطاقة والتكنولوجيا.

كما يقيم مركز إثراء للجمهور سلسلة من المعارض والفعاليات الي يقدّمها ويسلّط الأضواء خلالها على جوانب تاريخية وحضارية ومعرفية متنوّعة . ومنها معرض (الهجرة) على خطى النبي صلى الله عليه وسلّم الذي فصّل بطريقة ماتعة جداً أهم حدث في التاريخ الإسلامي وكأنك في أجوائها وبمعلوماتها وتفاصيلها التامة. وكان ازدحام الجمهور كبيراً على هذا المعرض بحيث اضطر المنظمون إلى السماح بدخوله على دفعات وجعل دفعات أخرى تنتظر.

كما قمنا بزيارة معرض (إثراء) وهو في الواقع يتكون من عدّة معارض تجمع بين الفن الحديث والمعاصر والتراث السعودي والفن الإسلامي والتاريخ الطبيعي لشبه الجزيرة العربية موزعة على خمس صالات،لاتسأل عن جمالها وثراء المعلومات المعروضة فيها من مجسمات ولوحات ووثائق وأعمال فنية وحرفية تحقق المعرفة والثقافة.

مركز إثراء يضم قاعة كبرى للمحاضرات والمهرجانات وقاعة سينما يقوم المركز من خلالها بتسليط الضوء على المواهب المحلية ودعم وتكريم صانعي الأفلام والمنتجين السعوديين، كما يقوم بعرض أفلام وثائقية وتعليمية وثقافية من مختلف أرجاء العالم ،ومثله قاعة للمسرح بالإضافة إلى مرافق وخدمات أخرى كثيرة ومتنوّعة أتوقع أن زيارة واحدة لاتكفيها وإنما عدة زيارات.وأن هذا المركز؛مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي الذي هو هدية شركة أرامكو السعودية بمناسبة مرور (75) سنة على تأسيسها حافل بالكثيرمن الأنشطة والبرامج والمسابقات وغيرها من الفعاليات المستمرة طوال العام في أجواء واسعة من الرحابة التي تجعل منه بالفعل معلماً حضارياً فائق الرقي يستحق زيارته، بل واستمرار التردد عليه، وقبل ذلك يستحق الافتخار به.

سانحة :

بقي أن نشير إلى أن من أكثر الأشياء المبهرة والمفرحة في هذا الصرح الحضاري الكبير هو أن جميع الكوادر العاملة فيه من إداريين ومتخصصين ومرشدين ومنظمين وفنيين بمن فيهم حتى حرّاس الأمن والعاملين في الاستراحات والمقاهي الموجودة فيه إنما هم سعوديين. وهي سمة باتت واضحة، لاتخطئها العين في مختلف المؤسسات والمرافق والمجمعات والأسواق في المملكة العربية السعودية نتيجة لقرارات جريئة بتوطين عشرات الوظائف وفق سياسة حكيمة وحازمة لمعالجة البطالة لم تأبه بمعارضة أصحاب الأهواء والمتمصلحين من تغوّل العمالة الأجنبية فأصبحت النتيجة واضحة جداً جداً. وباتت إنجازات وأرقام توظيف المواطنين عندهم حقيقية وملموسة وليست وهمية ومنفصلة عن الواقع، لاتجد لها من يصدّقها، ولاأثر لها في معايش الناس وتكذبها الشواهد والدلائل المنتشرة على الأرض.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s