غصّت يوم أمس الأول مقبرة المحرق بجموع غفيرة من الناس توافدوا على ساحها من مختلف مناطق البحرين، في عيونهم عبرة وفي قلوبهم حسرة وألم لرحيل أم عبدالله، لطيفه الهاجري التي وافاها الأجل المحتوم ليلة الجمعة الماضية بعد مسيرة ناصعة البياض في حبّ الناس والسعي لمساعدة الفقراء والأيتام والأرامل والمحتاجين حيث كانت اليد الحانية التي لاتدّخر جهداً ولاتتأخر في مدّ يد العون، لاتعرف للكلل والتعب طريقاً، صارت محلاً لثقة المحسنين وأهل العطاء يسلّمونها أموالهم ويستأمنونها تبرعاتهم دون تردّد مطمئنين أنها ستصل لمن يستحقها من أهل العوز والحاجة بواسطة هذه الأصيلة بنت الأصايل أم عبدالله التي اشتهرت في دنيا الناس بمسمّى (حمّالة الخير).
ورغم أنها تعمل دون بهرجة وبعيداً عن الإعلام والأضواء التي بات يحرص عليها كثيرون من (المتلصقين) بالعمل الخيري والإنساني من أجل التسلّق والتمصلح إلاّ أن حمّالة الخير، أم عبدالله رفع الله قدْرها بين الناس وأصبحت أشهر من نار على علم، وملكت القلوب ونالت الثقة والمحبّة لالشيء سوى إخلاصها في كل ماتبذله لله تعالى وخدمة أهلها وناسها،ورسمت مثالاً راقياً للعمل التطوّعي الخالص المبرّأ من أي مقابل ومن أيّ منّة. ولكم أن تنظروا إلى تلك الحشود التي زحفت بعد صلاة الجمعة الماضية إلى مقبرة المحرّق للصلاة عليها وتشييع جنازتها وفاء وعرفاناً بفضلها وعملها بعدما فاجأهم رحيلها لولا أنه هكذا نهاية الدنيا وحقيقة الحياة ومصيبة الموت التي لاتقدّم الشيوخ على الشباب ولا الصغار على الكبار،ولا المرضى على الأصحّاء ، بل من جاء أجله رحل وغادر، ولم يبق له من ذكر في حياة الناس سوى عمله وإخلاصه ومآثره التي نحسب أن أم عبدالله قد سطّرت في سني حياتها صفحات سيظل الجميع يتذكرها ويرفعون أكفّ الدعاء والتضرّع لله سبحانه وتعالى بأن يتقبّلها ويشملها في قول المصطفى صلّى الله عليه وسلّم” الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، وكالقائم الذي لايفتر، وكالصائم الذي لايفطر” متفق عليه.
فما أعظم من أن يلقى الإنسان مثل هذا القبول عند الناس في حياته ومماته .رحم الله الفاضلة المكرّمة أم عبدالله، لطيفه الهاجري وأسكنها أعلى الجنان ونسأل المولى عز وجل أن يلهم أهلها وذويها الصبر والسلوان.
سانحة :
أقام عدد من الطلاب القدامى من خريجي مدرسة عمر بن الخطاب بالمحرق خلال الشهر الماضي أمسية رائعة التقوا خلالها بعدد من معلّميهم الذين درسوا على أيديهم منذ مايزيد على ثلاثين سنة. كانت أمسية مليئة بالحب والذكريات لأيّام التعليم الجميلة ولأيّام الهيبة والمكانة الرفيعة للمعلّمين. تخللت هذه الأمسية كلمات مؤثرة ومعبّرة عن جمالية التعليم أيّام زمان.
فعلا كانت هذه الأمسية لمسة وفاء وعرفان من هؤلاء الطلاّب لمدرّسيهم.. فشكرا لهم .
رحم الله حمالة الخير الأم لطيفة الهاجري، لا أعرفها ولكني أعرفها أما بحرينية حانيك تحمل قلبا كبيرا يتسع الجميع، وهي تذكرني بامرأة عظيمة في أم الحصم هي مطوعة سبيكة بنت الشيخ عبدالله بن سعد الشملان،والدة السياسي الكبير أحمد عيسى الشملان ( بوخالد) توفيت في أواخر السبعينات أو في بداية عقد الثمانينات على ما أظن، ودفنت في مقبرة أم الحصم، واحتشد أهل أم الحصم والجفير والغريفة في المقبرة لتوديع والدة الأيتام وراعيتهم حيث يلازمون بيتها فتطعمهم وتحن عليهم، وتطببهم، فقد كانت غمازة، كما كانت تقرأ في الموالد بمناسبة ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم.
ومثلها رحمها الله ميثة بنت جبر الدوسري المرأة الكريمة المعطاءة، تطبخ الغداء وتوزعه على جيرانها وتكتفي بما يتبقى من الطبخ (الورية) نساء نحسبهم بسيطات، لكنهن عظيمات بعطائهن وكرمهن.
رحم الله أمهاتنا لطيفة، و سبيكة وميثة، ورحم الله ممن عن على نهجهن، وإحسبهن كثيرات زخر بهن الوطن في فرجان لول.
سير تستحق أن تكتب بماء الذهب
اللهم اغفر لها وارحمها وتجاوز عن سيئاتها وأسكنها الفردوس الأعلى
إعجابإعجاب
رحم الله حمالة الخير الأم لطيفة الهاجري، لا أعرفها ولكني أعرفها أما بحرينية حانيك تحمل قلبا كبيرا يتسع الجميع، وهي تذكرني بامرأة عظيمة في أم الحصم هي مطوعة سبيكة بنت الشيخ عبدالله بن سعد الشملان،والدة السياسي الكبير أحمد عيسى الشملان ( بوخالد) توفيت في أواخر السبعينات أو في بداية عقد الثمانينات على ما أظن، ودفنت في مقبرة أم الحصم، واحتشد أهل أم الحصم والجفير والغريفة في المقبرة لتوديع والدة الأيتام وراعيتهم حيث يلازمون بيتها فتطعمهم وتحن عليهم، وتطببهم، فقد كانت غمازة، كما كانت تقرأ في الموالد بمناسبة ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم.
ومثلها رحمها الله ميثة بنت جبر الدوسري المرأة الكريمة المعطاءة، تطبخ الغداء وتوزعه على جيرانها وتكتفي بما يتبقى من الطبخ (الورية) نساء نحسبهم بسيطات، لكنهن عظيمات بعطائهن وكرمهن.
رحم الله أمهاتنا لطيفة، و سبيكة وميثة، ورحم الله ممن عن على نهجهن، وإحسبهن كثيرات زخر بهن الوطن في فرجان لول.
سير تستحق أن تكتب بماء الذهب
إعجابإعجاب
تصحيح ميثة بنت جبر السويدي وليس الدوسري
إعجابإعجاب