راصد

رسالة إلى بسيوني (1-2)

أستاذنا الكريم ، بصفتي واحد من جزء كبير في المجتمع البحريني آلمه أن تُجرّ بلاده خلال الأشهر الماضية إلى أتون أيام سوداوية من قبل فئة أعتقدت أنه لا يوجد غيرها في هذا الوطن وسمحت لنفسها أن تختطف أمنه وتعبث باستقراره وأرادت أن تحدد لوحدها مصيره وترهن بيدها ووفق رؤيتها حاضره ومستقبله بغض النظر عن رأي باقي أفراد الشعب . ثم تمادت هذه الفئة في تفرّدها وتهميشها  للمكونات الأخرى في المجتمع فانتهكت حق أطفالي ، فمنعتهم – لعدة أسابيع – مثلما مُنع أبناء الكثيرين غيري، من الحصول على التعليم في مدارسهم . والسبب في ذلك يكمن في أن جمعية المعلمين التي يديرها أحد زعماء الطائفية الخارجين على القانون ، دعت المدرسين للإضراب حتى ترضخ الحكومة إلى المطالب السياسية لهذه التظاهرات ، رغم أن ذلك خارج اختصاصات تلك الجمعية وصلاحياتها القانونية . وبلغت الإساءة إلى التعليم ذروتها في أمرين آخرين ، أولهما : عندما كان الأطفال الصغار ينقلون من مدارسهم الابتدائية في الشاحنات المكشوفة عبر الشوارع للمشاركة في تظاهرات لم يكونوا يعرفون الهدف منها. والثاني عندما تعرض طلبة جامعة البحرين للهجوم والاعتداء دون سبب إلا ممارسة حقهم في رفض الدعوة إلى الإضراب العام الذي دعت إليه هذه الفئة . هناك حقوق كثيرة لي ولغيري في هذا المجتمع تم انتهاكها ، حقي في الذهاب إلى العمل ، حقي في استخدام الطرق والتنقل ، حتى حقي في العلاج جرى سلبه عندما تم استخدام المستشفى الرئيسي في البلاد كمقر للاعتصامات السياسية لأكثر من أربعة أسابيع ، وتحويل العلاج فيه على أساس طائفي واستخدام المستشفى لتمثيل المشاهد الدموية الكاذبة من أجل ممارسة الضغط على الحكومة ، في انتهاك واضح للقوانين والمواثيق الدولية . وكانوا يمارسون كل ذلك وأكثر ويقولون عنها حركة ( سلمية ) ، بل ويفتخر بعض قادتهم بأن هذه الـ ( سلمية ) أذهلت العالم مع أنها أرعبتنا وأفزعتنا باستخدامها المولوتوف والحجارة والسيوف وأسياخ الحديد والمتاريس وحرق الحاويات  و… إلخ ويمكنكم مع أعضاء لجنتكم – ما دمتم ضيوفاً  في البحرين – أن تتعرفوا هذه الأيام على التعريف الجديد لهذه الـ ( سلمية ) .. مفخرة العالم !

أستاذنا العزيز ، لقد تعرض شعب البحرين المسالم بطبعه ، المعروف بهدوئه وتعايشه وتسامحه إلى ضغوطات واستفزازات شديدة ، ومرّت به أحداثاً كبيرة يصعب أن يتم الآن التنادي بتجاوزها أو نسيانها أو محوها من الذاكرة مثلما يصعب قصرها على مجرد قضية معتقلين هنا أو مفصولين هناك ، هكذا بكل سهولة بينما الأزمة كانت تهدد وجود كيان واستلاب وطن ! وإن تقصيكم للحقائق لايجب أن يكون وفق قوالب جامدة أو من خلال استمارات وأوراق ربما لاتعكس الحجم الحقيقي للأزمة وآثارها على النسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية التي ضُربت عن قصد وتعمّد في مداميكها وخلّفت فيها أضراراً يصعب علينا وعليكم حصرها .

الذاكرة البحرينية لأحداث ما بعد 14 فبراير الماضي ستظل مليئة بالأحزان والآلام ، وستبقى معها الكثير من الأسئلة والاستفهامات بشأن دوافع التواطىء والتآمر الذي رأيناه من دول ومنظمات وجهات وفضائيات وشخصيات في الداخل والخارج ما كان لها في توقعاتنا أن توجه سهامها إلى أمن واستقرار البحرين على هذا النحو المأساوي أو الفضائحي . وغداً نكمل .

سانحة :

المتمصلحون :  هم من قامت الدولة برعايتهم وأغدقت عليهم الهدايا وأسرفت لهم في العطايا لكنهم في ساعة الحاجة بانت حقيقتهم وانكشف زيف معادنهم حيث طعنوا الدولة في ظهرها وغدروا بها وتنكّروا لها .

أضف تعليق