المقالات

الطبقة الوسطى بين (خمّ الحوش وترتيب الصالة)

خفّض – مشكوراً- أحد البنوك المشاركة في معرض التمويلات العقارية الذي أقيم مؤخراً بمجمع السيتي سنتر سعر الفائدة أو نسبة الأرباح (أو سمّها ماشئت) إلى (3.7%) خلال فترة المعرض إسهاماً من البنك في التخفيف عن كاهل الراغبين في الاقتراض العقاري. ولاشك أن هذا التخفيض قد جاء في وقته بالنظر إلى الارتفاع الحاصل في نسب الفائدة البنكية الذي تجاوز حتى الـ (6.7%).

غير أن المفاجأة أن هذا التخفيض (3.7%) لايشمل الجميع ؛ فقد تم تخصيصه فقط للمستفيدين من الخدمات الإسكانية وبرامجها مثل (تسهيل) و( مزايا)! أي بمعنى أنه فقط لذوي الدخل المحدود التي تم توجيه الخدمات الإسكانية لها على وجه الحصر والقصر، وجرى حرمان الطبقة الوسطى منها وفق بعض الإجراءات والقرارات المشكورة والمقدّرة التي تعالج تحسين المستوى الاجتماعي وتخفيف الأعباء المعيشية والمعاناة التي تواجهها طبقة محدودي الدخل لكنها باتت من جهة أخرى تسهم بشكل أو بآخر في تآكل الطبقة الوسطى وتراجعها، وحرمانهم من الخدمات الإسكانية التي تقدّمها الدولة وتركهم فريســة  لأسعار العقارات التي وصلت إلى حدود لا تتناسب ومداخيل البحرينيين إطلاقاً – عمومهم سواء الطبقة المحدودة الدخل أو المتوسطة –  الراغبين في الاستظلال بسكن ملائم لهم ولأسرهم.

الطبقة الوسطى؛ إن زيدت الرواتب كانوا هم الاستثناء، وإن تقرّرت علاوات فهم الاستثناء أيضاً، وحتى إن صُرفت زيادة تعويضية للمتقاعدين عن زيادتهم السنوية الموقوفة؛ كانت الطبقة الوسطى أيضاً هم الاستثناء بالرغم من أنهم يعانون ذات الضائقة المعيشية ويجري عليهم ما يجري على الآخرين من ارتفاعات في أسعار السلع الغذائية والسلع الرئيسية والعقارات والخدمات والضرائب لكنهم مع ذلك محرومون في المحاولات لتعديل الأوضاع المعيشية ويبقون استثناء حتى من أشياء بسيطة من مثل خفض أسعار فائدة البنوك مثلما حصل في المعرض العقاري الأخير. ويحدث ذلك في الوقت الذي يُفترض فيه أن الجميع سواسية في الواجبات والحقوق.

سانحة :

يقول الأخ الأوسط  لأم لديها ثلاثة أبناء : أنا دائماً مظلوم!فأمي حين تأمرنا فإنها تقول : ” الأخوين الأكبرين خمّو الحوش ” أو تقول ” الأخوين الأصغرين رتبوا الصالة ”  وهذا يجعلني أعمل في الحالتين (خمّ الحوش وترتيب الصالة) بينما الأخوين الأصغر والأكبر يحصل كل منهما على فترة راحة ولايشتغلون إلاّفي حالة واحدة !!

أضف تعليق