راصد

ست سنوات وست سنوات !!

الست السنوات الأولى هي الفترة الزمنية التي سيستغرقها مشروع تطوير سوق المنامة المركزي ، وذلك بحسب ما تم الإعلان عنه نهاية الأسبوع الماضي أثناء حفل توقيع اتفاقية هذا المشروع  الذي سيقام على مساحة (141) ألف متر مربع وسيضم أسواقا تجارية وأسواق الخضار والسمك واللحم ، وبازار ومجمعات تجارية ومواقف سيارات ، بالإضافة إلى أبراج سكنية وإدارية وفندق خمس نجوم وكذلك قرية تراثية تشمل مساحات خضراء وملاعب أطفال ومطاعم شعبية وسوق تراثي.

وأما الست السنوات الثانية ، فهي أيضاً الفترة الزمنية التي سيستغرقها مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لإعمار مكة الذي تم تدشينه – صدفة – في ذات فترة الإعلان عن مشروع تطوير سوق المنامة المركزي .

مشروع إعمار مكة المكرمة سيشمل بالإضافة إلى توسعة الحرم المكي لتكون الطاقة الاستيعابية مليون و(600)  ألف مصلّ في وقت واحد كأكبر توسعة في تاريخه ؛ تطوير الأحياء العشوائية , ومخطط إدارة التنمية الحضرية ، إلى جانب معالجة أوضاع ازدحام الحركة المرورية والمشاة والمشاعر المقدسة. وسيتم ذلك عبر استكمال الطرق الدائرية ، وإيجاد محاور جديدة لسرعة تفريغ المسجد الحرام، إضافة إلى إنشاء مواقف متعددة الوسائط عند تقاطع الطرق الدائرية مع الطرق الإشعاعية إلى جانب تنفيذ مسارات للقطارات الحضرية الخفيفة وربطها بمسار قطاري المشاعر والحرمين . الفرق بين ضخامة المشروعين لا يحتاج إلى شرح أو توضيح ، أصلاً لا يوجد وجه للمقارنة ، ومع ذلك سيستغرقان نفس المدة ، ست سنوات !!

طول الفترة الزمنية والتأخير سمة تكاد تكون غالبة لكثرة من مشروعاتنا الخدمية والمرفقية من دون أن نعرف السبب ، يبدأ العمل في مشروع ما أو يجري الإعلان عنه لكن الانتهاء منه يبقى في علم الغيب ، مفتوح الآجال والآماد ، وإذا تم إنجازه وتنفيذه يكون قد فقد أهميته ، والحاجة له تضاعفت إلى حاجات لأمثاله . ويحدث ذلك في بناء الجسور وشق الأنفاق وإنشاء طرق حيث تستغرق مددها سنوات وسنوات بينما في دول الجوار تأخذ فترات تنفيذها أقل بكثير ، وربما تُحسب بالشهور فتكون فائدتها في زمانها ومكانها ويكون تأثيرها واضح ومعلوم بينما عندنا الأمر مختلف ، إذ تُعرض علينا مجسمات لمشروعات نظن في الوهلة الأولى أنها ستكون كـ ( الحل السحري ) لمشكلة ما لكن ما أن يُفتتح هذا المشروع بعد طول سنوات انتظار حتى يكون بدون بريق ، ولا أثر له .

فعلى سبيل المثال ، تم وضع حجر الأساس لبناء المدينة الشمالية في عام 2002م وقيل آنذاك أنها ستوفر آلاف الوحدات السكنية . وهاهي تسع سنوات مضت دون أن تجهز ، ويُقال حتى بيت واحد لم يُبنى فيها . وسواء انتهت الآن أو في عام 2017م ؛ من يستطيع أن يرى أثرها على حلحلة الأزمة السكانية التي تجاوزت قوائم الانتظار فيها الآن حاجز الـ (50) ألف طلب ، أقل أو أكثر .

هل يُعقل أن تكون ست سنوات لتطوير سوق المنامة المركزي هي نفسها لتوسعة الحرم المكي وإعمار مكة ؟!!

سانحة :

لا يتكبر إلا حقـير ، ولا يتــواضع إلا كبــير . فالعـــقول لا تقـــاس بالأعمـــار ، فكـــم من كبير عقـــله فــارغ ، وكــم من صغـــير عقلــه بـــارع ..

أضف تعليق