فاجأنا يوم أمس الدكتور منصور الجمري رئيس تحرير جريدة الوسط بمقال يتباكى فيه على سيل الشتائم والقذف التي يوجهها البعض في أدوات التواصل الاجتماعي للشيعة وأن هذه تفاهات وثقافة بائسة وتكشف عن عقم فكري وجهل سياسي ثم واصل فقال أن الشيعة بواجهون هذه الشتائم غير الإنسانية وهم يبتسمون .
والحق إن السباب والشتائم مرفوضة وغير مقبولة ، ولا يمكن إقرارها ، لكن يجب ( ألاّ نضرب الطار بالمقلوب ) فمن يدخل على أدوات التواصل الاجتماعي لا يمكنه أن يستنتج أن الشيعة هم الذين يتعرّضون وحدهم لهذه الشتائم ، إذ ربّما يكتشف العكس ، فالسنة برموزهم عرضة لأنواع لا حصر لها من القذف والسبّ والإهانات التي أحسب أن الدكتور منصور الجمري يعرفها ولا يمكن التصديق بجهله لها ، بل لم يسلم من ذلك حتى الصحابة رضوان الله عليهم الذين قال عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم :” لا تسبوا أحدا من أصحابي . فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد – يعني جبل أحد – ذهباً ، ما أدرك مدّ أحدهم ولا نصيفه “.
الثقافة البائسة في السب والشتائم ؛ يجب البحث عن مؤسسها ومن دفع إليها والمحرّض عليها ، ومن صارت استفزازاته وتقسيماته للوطن إلى معسكرين أو أصليين وغير أصليين واضحة ومتكررة في تصريحاته وخطبه وكتاباته ولافتاته و… إلخ . فليس صحيحاً أن نعيب النتيجة ونترك السبب ، وفي سنن الطبيعة أن لكل فعل رد فعل مساوٍ له في المقدار ومضاد في الاتجاه ” .
أما الشتائم غير الإنسانية التي يتكلم عنها الدكتور منصور فأود أن أحيله وغيره إلى شتائم وسباب تصلني وتصل غيري من الكتاب الصحفيين فيها من الوقاحة أضعاف ما أزعج الدكتور منصور وتباكى عليه ، وكان آخرها – للصدفة – في اليوم السابق لمقال رئيس تحرير الوسط حيث وصفني هذا الشاتم مع مجموعة من الكتاب بالحمير ! في موضوع عنونه بـ ( الاستحمار المقدّس ) !! لا لشيء سوى أنه خالفنا بالرأي . وهذا مؤشر مخيف على نوع الديمقراطية وحرية الرأي أو حتى نوع الدولة التي يريدونها ، لا قانون ولا نظام ، لاحسيب ولا رقيب ، لا جزاء ولا عقاب ، ومن نختلف معه في الرأي نسبّه ونصفه بـ ( الحمير ) . هذه هي الشتائم غير الإنسانية .