راصد

المتطوّعون .. لفتة إنسانية حكيمة

الثواب والعقاب مبدأ إنساني ثابت ، لا يمكن الالتفاف عليه في أي مجتمع ينشد العدالة والتحضر ويدعو لإعلاء دولة قانون ومؤسسات تدير قضاياه وتحكم في شؤونه وترتب حاضره ومستقبله . وهو في نفس الوقت من مستلزمات الأمن والاستقرار لأي مجتمع نريد تمييزه عن مجتمعات الغاب وحياتهم القائمة على الفوضى والقوي يأكل الضعيف أو ماشابه ذلك من شرائع لايستقيم الأخذ بها في المجتمعات البشرية .

وكما أن العقاب ضرورة من ضرورات الحياة فإنه أيضاً الثواب قيمة أخرى لا تقلّ شأناً عن مسألة العقاب ، بالضبط كما الترغيب والترهيب . فهما جناحان لا يمكن الاعتماد على أحدهما دون الآخر في تسيير الحياة وإرساء لازمة سيادة القانون في مجتمع لابد أن يُقال فيه للمسيء أخطأت وهذا جزاءك ويُقال فيه للمحسن أصبت وهذا ثوابك .

ولذلك فإن تثبيت المتطوّعين في الوظائف التي هرعوا من تلقاء أنفسهم لملئها وسدّها في مجالات التعليم والصحة إبّان الأحداث المؤسفة التي مررنا بها وتفويت الفرصة على من أراد أن يشلّ التعليم في مدارسنا وترك أبنائنا بلا مدرّسين وإقحام هذا المرفق الحيوي الهام والحسّاس – وكذلك بالنسبة للصحة – في أتون الاستغلال السياسي وفرض أجندة معينة لايؤيدها كامل الشعب ؛ تثبيتهم إنما هو من قبيل الردّ المناسب لجميل صنعهم وكبير إخلاصهم لوطنهم وعظيم التضحيات التي قدّموها في ذاك الوقت ، قدّموها آنذاك دون أن يكون في بالهم التفكير في مقابل ، أي مقابل غير خدمة وطنهم وإنقاذ هذين المجالين الحيويين من الانهيار والاستسلام لواقع مرفوض ولا يمكن إقراره .

كل الشكر والامتنان لصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر على لفتته الإنسانية الحكيمة بشأن هؤلاء المتطوعين الذين يستحقّون بالفعل هذا الثواب والتكريم لقيامهم بعمل سطّره تاريخ بحريننا الغالية بكل الفخر والاعتزاز .

سانحة :

الحديث عن الاستغلال السيء لأدوات التواصل الاجتماعي ( التويتر والفيسبوك ) يطول فهناك للأسف الشديد من قام باستخدامه لأغراضه وتصفية حساباته وإفراغ عداواته إلى درجة أنه قيل لي أن البعض صار يهدد – لخلاف ما – محلات أو مؤسسات تجارية أصحابها من فئة معينة بوضعهم ضمن محلات فئة أخرى أو بالعكس إضراراً بهم وانتقاماً منهم .

هذه الأدوات التقنية مثلما أنها ذات فوائد جمّة إلاّ أنها صارت أيضاً ملجأ للحمقى والموتورين وزرّاع الفتن ومصفّيي الحسابات ومفرّغي ما في النفس من ضغائن وأحقاد ، يكتبون فيها مايشاؤون ، شتماً وسبّاً وتطاولاً وتخويناً وكذباً وتدليساً طالما أن شخصياتهم متوارية عن الأنظار وموجودة في الظلام خلف ( الكيبورد) ..

أضف تعليق