لم يكد ينتهي مساء يوم الجمعة الماضي التاسع من سبتمبرإلا والعالم قد ( قام ولم يقعد ) على وقع خبر محاولة عدد من المتظاهرين في جمهورية مصر العربية الحبيبة اقتحام سفارة الكيان الصهيوني بالقاهرة . وأصبحت وكالات الأنباء والفضائيات العالمية في وضع لا تُحسد عليه وهي تلاحق بيانات وتصريحات الاستنكار والتنديد القادمة إليها من كل حدب وصوب بما فيها بعض دولنا العربية والإسلامية ، للأسف الشديد .
فها هو البيت الأبيض يسارع إلى إصدار بيان يبدي فيه قلق أمريكا من اقتحام المتظاهرين للمبنى الذي يضم السفارة الصهيونية في القاهرة ثم يتصل الرئيس الأمريكي أوباما برئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو ويطمئنه إن الولايات المتحدة بصدد اتخاذ الخطوات الكفيلة بحل الأزمة دون تصعيد في أعمال العنف . ثم يدعو أوباما الحكومة المصرية إلى احترام التزاماتها الدولية وضمان أمن السفارة الاسرائيلية .
ولم يستطع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون النوم مساء ذاك اليوم قبل أن يستنكر هذا الاعتداء ويطالب الحكومة المصرية بتحمّل مسؤولياتها بموجب اتفاقية فيينا بشأن حماية المقار الدبلوماسية . وتبعته المسؤولة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون التي أدانت الحادث وأعربت عن أسفها لوقوعه وكذلك أدان حادث محاولة الاقتحام رئيس البرلمان الأوروبي جيرزي بوزيك الهجوم ودعا جميع الأطراف إلى ضبط النفس. وقال بوزيك في بيان منفصل إن “الدبلوماسيين والممتلكات الدبلوماسية يجب أن تكون محمية ” روسيا وكندا وقائمة طويلة من الدول سجّلت استنكاراتها وإداناتها الشديدة وطالبت السلطات المصرية بحماية مقر سفارة الكيان الصهيوني بينما حينما قام عدد من المتظاهرين أيضاً في شهر أبريل الماضي بحرق السفارة السعودية في طهران وإلقاء قنابل مولوتوف على مبناها ؛ لم تحرّك هذه الدول ساكناً ، وغطّت في سباتها ونومها و( تواطئها ) ولم تكلّف نفسها عناء التنديد أو الالتفات لشيء اسمه اتفاقية فيينا لحماية المقار الدبلوماسية رغم الفرق بين الاعتداءين : السفارة السعودية حرق وإلقاء قنابل في حين أن السفارة الصهيونية هدم جزء من السور الخرساني المحيط بالمبنى الموجودة داخله السفارة ، وفقط ! هذه هي المعايير الدولية ( القذرة ) التي تدير العالم .
للعلم القوات الصهيونية دخلت قبل نحو شهر واحد إلى الأراضي المصرية ، في منطقة سيناء ، وقتلت بدم بارد خمسة مصريين ، أيضاً العالم الصامت لم يخرج عن سكونه إزاء هذا الدم !!