ونتمنى بعد هذه ( المنحة ) الربانية التي خرجت لنا من أتون ( المحنة ) أن نعيد تقييم الكثير من الأمور في مملكتنا العزيزة ونرتبها ونطهرها من الحرام ونبعدها عما يغضب ربّنا حتى لا ينطبق علينا قوله تعالى : ” وإذا مسّ الإنسان الضرّ دعانا لجنبه أو قاعداً أو قائماً ، فلما كشفنا عنه ضرّه مرّ كأن لم يدعنا إلى ضرّ مسّه ” فالأمن نعمة من الله ربط سبحانه وتعالى وجودها بطاعته والامتثال لأوامره مثلما ربط زوالها بالمعاصي والذنوب .
يحزّ في النفس بعد هذا التغيير الذي حصل في الوعي العام لدى الناس أن تستمرّ بعض الفعاليات على نفس طريقتها القديمة من دون أن تفكّر أو تسعى لاستثمار ما حصل فيما ينفع الناس ويدفع بنهضتهم وصحوتهم ووعيهم خاصة الشباب الذين هم الآن أحوج ما يكونون لترشيد قفزة الوعي لديهم وتوجيههم لما يخدم دينهم ووطنهم في ظل متغيرات وظروف لاتسمح بغير ذلك ، ولا يمكن القبول بأن يستمر البعض في تجاهل حاجات وتوجهات أكثريتهم ، والأسوأ هو أن نحتفي في نشاط تم تخصيصه لهم ، بشخصيات كانت معروفة في حياتها بعدائها للدين الإسلامي ومحاربة كتاب الله علناً مثل المفكر الجزائري محمد أركون الذي احتفلت وزارة الثقافة مؤخراً في برنامجها المسمى ( تاء الشباب ) بمبادرة أسمتها ( حفاوة ) يقولون عنها أنها مبادرة ” تهدف إلى إبراز كامل الشغف لدى الشباب ، ورغبتهم في اكتشاف الإنسان الكاتب والناقد والمفكر، عن طريق اختيار شخصية مبدعة يتم الاحتفاء بها لأنها غيّرت مشهدًا ما ” وغالب مافي الإرث الفكري لمحمد أركون هو تشكيكه في نصوص القرآن الكريم ومطالبته بمراجعة نقدية له وإعلانه أنه لا يوجد نصّ صحيح للقرآن وادعائه ، بأن نصّ المصحف وطريقة ترتيبه تدهشنا بفوضاها ، وماشابه ذلك من أفكار ورؤى بالية لايصحّ أن نعظّم لشبابنا شخصياتها أو نحتفى في بلادنا بفكرهم . البحرين بعد الأحداث تغيّرت ؛ ويجب الارتقاء لمستوى هذا التغيير والاستفادة منه بما يخدم تهيئة أبنائنا وبناتنا للمستقبل ، وبما – وهو الأهم – يرضي المولى عز وجل ويديم علينا نعمة الأمن والأمان لا أن نحتفل بمن يحاربون الله ورسوله صلى الله عليه وسلّم .