انتابني شيء من الحزن والأسى يوم أمس حينما قرأت اللقاء الصحفي الذي أجرته – مشكورة – إحدى صحفنا المحلية مع المواطن محسن قائد حسين عسكر الذي فقد خمسة أفراد من عائلته دفعة واحدة بالأسبوع الماضي حينما احترق منزلهم بالكامل في منطقة القضيبية وقضوا فيه حرقاً في مأساة إنسانية مؤلمة نسأل المولى عز وجل أن يتغمدهم برضوانه ورحمته ويلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان .
لكن حزني أمس ليس على هذا الفقد المروّع فقط ، لا ، فقد حزنت لأجله البحرين كلّها آنذاك ؛ إنما الألم الذي أشعر أن غيري كثيرون قد أحسّوا به وأحزنهم هي تلك الفقرة التي وردت في اللقاء الصحفي المذكور ، ونصّها : ” وبعد فجيعتهم واحتراق بيت والدهما أصبح الأخوان محسن ومحمد يعيشان بلا مأوى في حين لم يكلف أحد من المسؤولين نفسه للاتصال بهما للوقوف معهما في هذه المحنة ” !! تصوروا أن هذه الفجيعة التي أحسب أن وقت العلم بحدوثها قد تفطّرت أفئدة ونزلت دموع من مقلها لم تحرّك ساكناً لدى مسؤول – حسب قولهم – ليتكرّم بالسؤال عنهم ، ولم تقم جهة بالوقوف معهم في محنتهم رغم قساوتها وشدّتها ومأساويتها !!
يا ترى : ماذا تفعل وزارات الدولة ومؤسساتها التي من المفترض أن بها إدارات للمساعدات الاجتماعية أو إدارات للطواريء والكوارث أو إدارات للعلاقات العامة أو إدارات للرعاية أو ما شابهها من إدارات وأقسام وميزانيات خدماتية واجتماعية من الصعب القبول بالقول أنها تبقى عاجزة وصامتة أمام مأساة أو كارثة إنسانية تعرّضت لها عائلة بحرينية قضى نحبهم فيها خمسة أفراد لايُلتفت إلى مأساتهم أو حجم معاناتهم وعوزهم وصعوبة معيشتهم إلاّ حينما تنشر الصحافة المحلية عنها أو يبثون شكواهم في البرنامج الإذاعي الصباحي ( صباح الخير ) أو ما شابهها من وسائل النشر والإعلام ، في صورة هي أشبه بالتسوّل والاستجداء بينما كان المفترض أن يتم إيوائهم واحتوائهم والوقوف معهم منذ أول لحظة اندلاع هذا الحريق ، ليس من الناحية الإنسانية فحسب وإنما هو من قبيل الواجبات المفترضة على أجهزة الدولة .
سانحة :
قال صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمين : ” من أراد شقّ البلد فسوف نقف أمامه سداً منيعاً ” .