راصد

أخطاء أم فضيحة ؟!

كل الشكر والتقدير لسعادة الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة وزير الدولة لشئون الدفاع على ما كشفه مؤخراً خلال لقائه مع وفد مجموعة أصدقاء مستشفى الملك حمد الجامعي من أخطاء صاحبت عملية إنشائه ، إذا أردنا تخفيفها فلن يصلح معها إلاّ وصف ( الفضيحة ) . فهذا المستشفى كان بمثابة أمل ردّده المسؤولون عن الصحة منذ تسعينيات القرن الماضي ثم بدأ العمل فيه في بدايات القرن الحالي ، أقصد أن الأمل والفكرة كانت في عام 1994م والعمل بدأ في 2003 لكن مع ذلك هاهو عام 2010م ينتهي دون أن يباشر هذا المستشفى عمله ويساهم في تخفيف الضغط الحاصل على المستشفى الوحيد – السلمانية – الذي بلغ فيه الازدحام ومدد الانتظار ونقص الأسرّة حداّ يصعب التصديق أن هنالك خدمة صحية متميزة أو مناسبة يمكن أن يقدّمها هذا المستشفى في ظل ظروفه الحالية والزيادة السكانية الكبيرة . إذا شئنا بيان حجم معاناة مستشفى السلمانية فيكفي أن نعرف أنه عند بداية إنشائه في عام 1978لم يتخطّ عدد سكّان البحرين النصف مليون نسمة آنذاك لكن الآن ( طفنا ) المليون نسمة ، وليس عندنا إلاّ هذا المستشفى الوحيد !!

في الواقع لاتكمن ( الفضيحة ) في هذه ( الأخطاء ) وإنما مدّة إنشاء مستشفى الملك حمد ؛ هي فضيحة بحدّ ذاتها ! فخلال هذه المدّة يمكن إنشاء مدينة بأكملها وليس مجرّد مستشفى لاتتعدّى مساحته الإجمالية ( 227000) متر مربع . وأحسب أن جزر أمواج أو جزر درّة البحرين ؛ ربما قاربت مدة إنشائها ذات مدة بناء هذا المستشفى الذي لم ير النور حتى الآن .

بعض ( الأخطاء ) المكشوف عنها خلال اللقاء المذكور قد لايرتكبها حتى عمّال ( الفري فيزا ) مثل الأسقف غير المانعة لتسرّب مياه الأمطار، فما بالك بشركة استشارية – بالطبع أجنبية – متخصصة في تصميم وإنشاء المستشفيات ، أو هكذا يُفترض لولا أن واقع الحال يفضّل اختيار الاستشارة والخبرة الأجنبية ويعطيها أكثر مما تستحقّه ثم لايكونون على البلد إلاّ بمثل هذه المشاريع والخسائر . بينما قد تغصّ البلد بأفضل منهم .

وبمناسبة ذكر الخسائر ، فإن المعلومات تشير إلى أن المستشفى بدأت عملية إنشائه بميزانية تقديرية تقارب الـ (25) مليون دينار لكن تضاعفت هذه التكلفة وفاقت الـ (50) مليون دينار حتى الآن ، ولاندري مقدار الرقم الأخير الذي ستصل إليه هذه التكلفة بعد إصلاح العيوب والأخطاء المكتشفة .

البعض يتناول ويتداول هذه الأرقام المليونية مع مافيها من هدر ( إذا لم نقل فساد ) بكل برود أعصاب رغم أن استغلال جزء منها يمكن أن يحلّ ضائقة أو كُرب معيشية يئنّ من وطأتها المواطنون ويترقبون المزيد منها كرفع الدعم عن السلع والمحروقات وزيادة الاشتراكات التقاعدية وتقليص مزايا المتقاعدين وما شابهها من من مفزعات وتنغيصات أحسب أننا في غنى عنها لو أُحسن صرف وتوجيه وضبط الأرقام المليونية المخصصة لمشروع مستشفى الملك حمد وأمثاله .

رأيان على “أخطاء أم فضيحة ؟!

  1. يجب محاسبة جميع المسئولين عن بناء هذا المستشفى وأولهم وزير الأشغال السابق بتهم أقلها الإهمال والتقصير في أداء الواجب وإهدار المال العام إذا لم نكن نريد أن نقول الفساد.

    إعجاب

أضف تعليق