يشكّل بعض رجالات وعائلات البرّ والإحسان في البحرين علامات مضيئة يُستدلّ بها على طيب معادنها ورهافة حسّها الإنساني والخيري الذي نحتاج دوماً للتذكير به والمطالبة بالتوسع فيه ودعوة الآخرين إلى الاحتذاء بتلك النماذج التي هي في حقيقتها نجوم بارزة في سماء بحريننا الغالية تستحق أن يُشار إليها بالسبق والفضل دائماً خاصة إذا كانت تقوم بمبادراتها الناجحة في أجواء عادية أو بدون ضوضاء وضجيج وبهرجة إعلامية اعتاد البعض على أن تصاحب أو ( تسبق وتعقب ) أي مشروع أو عمل خيري يقومون به ، فيجرّدونه من قيمته الحقيقية ويبقونه مجرّد ( شو ) يخدم أغراضاً أخرى ربما ليس من بينها موضوع المبادرة أو الخدمة الخيرية .
من هؤلاء الخيّرين عائلة سيد جنيد عالم التي آلت على نفسها منذ ثمان سنوات أن تنظم مسابقة سنوية في مجال حفظ القرآن الكريم وعلومه ، تتحمّل كافة نفقات تنظيمها وصرف جوائزها ومكافآتها دعماً وتشجيعاً للمنافسة في هذا السباق الذي يندر إقامته في وقتنا الحالي ، وبسبب السلّم المائل للأولويات تراجع الاهتمام به وتقدّمت سباقات أخرى تُبذل لها وتُصرف عليها من صور البذخ والإسراف ما لاتستحقّه أو ما لا يمكن مقارنته بتكريم ودعم منافسات ومسابقات القرآن الكريم لولا أننا صرنا في مسائل تربية الأبناء والنشء جرح نازف نستورد وندفع لوقفه الدواء الخاطيء رغم علم أكثرنا بفساده وعدم نجاعته .
بل قامت عائلة سيد جنيد عالم بالتعاون مع جمعية خدمة القرآن الكريم في هذا العام بتوسعة نطاق مسابقتهم التي أقيمت خلال الشهر الحالي وتحويلها إلى العالمية حيث فتحت المجال للمشاركين من الخارج فاستقطبت من خارج البحرين أكثر من (20) متسابقاً يمثلون ( 24) بلداً ، ومنهم ومعهم مشايخ وعلماء من ذوي المكانة العلمية المرموقة فصارت هذه العائلة الكريمة أول عائلة تنظم مسابقة دولية وتتحمل تكاليفها وتكرّم الفائزين فيها ، كما زادت مسارات الجائزة بعد أن كانت مقتصرة على حفظ القرآن الكريم فقط لتشمل أيضاً جائزة أفضل أداء ، جائزة البحث العلمي – جائزة خادم القرآن الكريم . فجزاهم الله خيراً لبرّهم بكتاب الله وبارك في أموالهم ونفع بهم وأعظم لهم الخير .