راصد

من يحمي شوارعنا من السكارى ؟!

في ظلمة ليل يوم السبت الماضي ، وبينما ساعات الفجر الأولى بدأت تشق خيوطها في السماء  ، وبعدما لعبت الخمر في رأس أحدهم وبلغ السكر لديه حدّ الثمالة ؛  قرّر أن يمتطي مقود سيارته ويتنقل بها من مكان إلى آخر ، حاله حال الآخرين من مرتادي الطرقات والشوارع ، غير آبه بأن المسكر الذي شربه قد عطّل عقله وأفقده تركيزه ، ولم يبال بأن أم الخبائث التي قام بتعاطيها لا يصلح معها إلا التخفي والانزواء في الجحور كالفئران ، وليس مزاحمة الأصحاء والعقلاء والأسوياء من الناس في طرقاتهم ومعاشهم.

 كان طريق هذا الثمل حينئذ هو الصخير ، وبالضبط في شارعه الذي صار معروفاً في الآونة الأخيرة بحاصد الأموات . لم يستطع – بسبب الخمر – أن يحفظ توازن سيارته لأنه أصلاً بدون توازن ، وماهي إلاّ لحظة من لحظات الزمان حتى خرج بسيارته عن مساره ليصدم شاباً وشابّة في ربيع عمرهما ، كانا على (سيئة الذكر والاستعمال والخطر ) الدراجة النارية المعروفة بالـ ( البانشي ) فقلب صاحبنا السكران الأفراح إلى أحزان حيث صدم دراجتهم وأطفأ على هذين الشابين نور حياتهما ؛ سائق ( البانشي ) خرجت روحه في الحال وفقد حياته وخسره أهله وأحباءه ! والشابة لفظت أنفاسها في المستشفى بعد أن فشلت سائر جهود إنقاذها جراء سكر وثمالة شخص استهان بحياة الآخرين على نحو هو بالتأكيد ليس الأول من نوعه وليس الأخير طالما أنه لا يزال المجتمع والقانون عاجزاً عن ردعه ووقفه ، فأقصى ما يمكن توقعه من عقوبة هي حبس ستة أشهر أو سنة أو سنتين ، أقل أو أكثر ، وفقط  لايمكنها أن تردع أو تمنع أي مخبول يقود سيارته وهو واقع تحت تأثير الخمر فيستلّ من الأرواح ماشاء له .

وإلى أن تتغير العقوبات فإنه لايوجد  ما يمنع أن يفعل الخمر في مثل أولئك فعلته مرة ثانية وثالثة ورابعة و … إلخ  ، وتكون شوارعنا حلبة مفتوحة لهم ، فيغتال من يغتال ويصيب من يصيب ،  وهكذا بلا خوف أو حتى بلا ملل أو كلل !!

رأي واحد على “من يحمي شوارعنا من السكارى ؟!

  1. جزاك الله خيرا على مقالتك الطيبة المباركة عن ام الخبائث، ولكن لا حياة لمن تنادي، فالضرب في الجسد الميت حرام يا أخي الحبيب، كم هو مؤلم حينما يتصدى من يتصدى ويطبل من يطبل للوقوف ضد قانون منع الخمور في البحرين في الفصل التشريعي الثاني..
    وهاهي نتائجها نغص بها يوما بعد يوم، وفي اعتقادي أن القوم لن يفيقوا حتى يذهب (احدهم) ضحية اولئك السكارى وحينها (يمكن) أن تصدر بعض القوانين التي تمنع الخمور

    علما يا أخي ابا فيصل انك نسيت ان تذكر ان بعض قضايا السكر قد “طويت” صحائفها في عدة ثوان بعد بعض الحوادث بعد تدخل (البعض) لعدم الفضيحة، وأن (البعض) يخرج سلام سلام بعد سجنه يوم أو يومين، ولا نقوم إلا حسبنا الله ونعم الوكيل على ديرة فتحت ابوابها (للسكارى) (وللمعربدين) والضحية هم (المواطنين والمقيمين) .

    إعجاب

أضف تعليق