” رود وشوارتز ” هو مكتب استشاري ألماني تم قبل حوالي ثمانية شهور ، وبالضبط في 22 فبراير 2010م الإعلان عن تعاقد الجهات الرسمية معه لإجراء دراسات عن الموجات الصادرة عن أبراج الاتصالات وتقييم مدى خطورتها . وذلك بعد أن ضجّ الأهالي بمزاحمة هذه الأبراج لهم كزوّار جدد ، حلّوا بكثافة غير مسبوقة في أحيائهم ومناطقه السكنية ، بحيث أنه ما من أحد يرفع رأسه قليلاً إلى السماء إلاّ ويجدها شامخة فوق البنايات يميناً وشمالاً .
هذا الإعلان والتعاقد جاء بعد حوالي سنتين من القلق الشعبي المتنامي عن أخطار هذه الأبراج وغزوها بشكل فجّ وصارخ لفضاء المناطق السكنية دونما أي مبالاة بمقدار الازدحام والكثافة السكنية ، ودونما أيضاً تراخيص رسمية معتمدة تسمح بتركيبها ، وهو الأمر الذي جرى الإعلان أيضاً عن رفع عدد من المجالس البلدية لقضايا ضد المخالفين إلى النيابة العامة .
هذا الإعلان والتعاقد هو استجابة لضغط النواب والبلديين والصحافة لإزالة اللغط وإثبات صحة أو عدم صحة تسبب هذه الموجات الصادرة عن الجيران الجدد ( الأبراج ) لمرض السرطان ، وهو المرض الخبيث الذي صار ضمن أحد أكبر مسببات الوفاة في البحرين . خاصة وأن بعض الدول القريبة قد أصدرت تشريعات تمنع إقامة هذه الأبراج في المناطق السكنية كما أن منظمة الصحة العالمية قد حذرت من نفس الأمر .
حتى لانطيل اللغز ؛ قيل أثناء الإعلان عن التعاقد مع هذا المكتب الاستشاري ” رود وشوارتز ” في 22 فبراير 2010م ” إن مجلس الوزراء وافق على المكتب خلال الأسبوع الماضي ، وسيقوم بدراسة ما إذا كان لأبراج تقوية إرسال الهواتف النقالة أي تأثير سلبي على الإنسان ، مؤكدا أنها ستبدأ بعمل القياسات والدراسات اللازمة للتأكد من عدم أضرار الأبراج خلال الأسبوعين المقبلين، وستنتهي خلال شهرين “
غير أنه انقضى الشهران المشار إليهما والمنشور عنهما في الصحف الحلية، وفي 6 مايو2010م طلع علينا تصريحاً جديداً يقول : ” وقعت الهيئة العامة لحماية البيئة والحياة الفطرية أمس اتفاقية مع شركة رود وشوارتز الألمانية بقيمة (105) آلاف دينار، بشأن قياس مستويات المجالات الكهرومغناطيسية المنبعثة من أبراج الاتصالات المتواجدة في المملكة وعددها يتجاوز (600) برج في جميع محافظات المملكة ، حيث ستعمل الشركة على قياس المجالات لحوالي (100) برج يتم اختيارها عشوائيا ، ومن المؤمل أن تنتهي الشركة من الدراسة في أغسطس 2010م ” وانتهى كذلك شهر أغسطس ولم ير الناس شيئاً عن نتائج هذه الدراسة حتى انتهى عام 2010م كلّه من دون أي توضيح أو إعلان يكشف حقيقة ما توصل إليه ” رود وشوارتز ” حول دراسته لأبراج الاتصالات ، محل الخوف والقلق .
إن عدم نشر نتائج ” رود وشوارتز ” يثير ريبة وشكاً في أن هنالك نتائج ربما غير مرضي عنها تم التوصل إليها ولذلك يجري التكتّم عليها حفظاً لمشاعر المواطنين وعدم إثارة أو زيادة هلعهم ومخاوفهم تجاه أبراج الاتصالات أو يتم السكوت عنها حتى يلفها النسيان بمرور الزمان أو ما شابهها من تكهنات وشكوك حول سبب تأخرها لا يمكن تبديدها إلا بالكشف عن تلك النتائج بكل شفافية وجرأة تعجل من فكّ لبس وغموض لغز ” رود وشوارتز ” .
سانحة :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى : إذا لم تستح فاصنع ما شئت ” . لاشكّ أنه شيء مؤسف أن يصل التردي والسوء في برامج فضائياتنا العربية إلى المستوى الذي يجري من خلاله عرض برنامج ( خالد وأسيل ) في قناة الـ mbc حيث يعرضان فيه تفاصيل الحياة الزوجية بينهما دون أي إحساس بالخجل والحياء مما يبثانه ويتحدثان به ، ويخشى البعض أو يتوقعون أن يعرضان ( خالد وأسيل ) خلال الحلقات القادمة المعاشرة الزوجية نفسها بعدما انتهيا من عرض مقدماتها وما يتعلق بها حتى مواعيد الدورة الشهرية في صورة تعبّر عن مقدار بؤس إعلامنا العربي وخواء فضائياتنا .