نافذة الجمعة

لماذا لايتحركون عند قتل أبرياء آخرين ؟!

بالتأكيد ، إن قتل الأبرياء أمر مرفوض في الإسلام ، لاتقرّه أحكام شريعته الغراء ورفضته سير قادته وأبطاله على مرّ التاريخ الإسلامي ، بل وضرب قادة الفتوحات الإسلامية أروع الأمثلة في المحافظة على الحقوق والالتزام بالمباديء الإنسانية والحضارية فمنعوا جنودهم حتى من الإضرار بالنبات والزرع وأرسوا شروطاً ومعايير لقتال أعدائهم يصعب أن تجد جيشاً في عصرنا الحاضر يلتزمها !

ولذلك فإن التفجير المروّع الذي حصل في كنيسة القديسين بالإسكندرية ليلة رأس السنة وأودى بحياة أكثر من عشرين شخصاً من الأبرياء ، هو أمر ممقوت ومرفوض ، ومحل استنكار وشجب مهما كانت دوافع مرتكبيه أو حججهم التي تسيء إلى الإسلام أكثر مما تنفعه ، وهذا في حالة ثبات أن مرتكبيه بالفعل هم من المسلمين وليس من أجهزة استخبارات هنا أو هناك لها مآرب أخرى وراء هذا التفجير .

غير أنه في كل الأحوال تبقى ردود الأفعال الكبرى وشبه الهياج الذي أصاب العالم ، جراء هذا التفجير ، وفزعة تحركات الإدانة والبيانات والاتصالات والتعاطفات التي خرجت من كل صوب وحدب ، ومنها في عالمنا العربي والإسلامي ، واستغراق الفضائيات في عرض ضحايا التفجير المذكور لعدة أيام ؛ تبقى كلها محل استغراب وحيرة مفادها : أن مثل هذا التفجير والقتل ليس نادر الحدوث على وجه الأرض حتى تثور له كل هذه الثائرة ، فمثله وأفظع منه بات برنامجاً يومياً يقع في العراق وفي فلسطين وأفغانستان من دون أن ينال ولو شيئاً يسيراً مما صاحب تفجير كنيسة القدّيسين من استنكار وغضب عالمي . وذلك لالشيء سوى أن الدماء والأشلاء التي تسقط في بلاد المسلمين صارت بلا قيمة ولاتستحق أن يكون لها بواكي رغم الفرق في الفداحة والبشاعة ، ورغم أنه لا مجال لمقارنة فظاعتها ومقدار الجرم فيها مع ما حصل في كنيسة القديسين .

يكفي مثلاً أن ننقل ما قاله “جيمس ماتيس” قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأمريكي في محاضرة ألقاها في مدينة سان دييجو الأمريكية عام 2005 متكلما عن الأفغان: ” حينما تذهب إلى أفغانستان وتجد أناسا يصفعون النساء لأنهن لا يرتدين الحجاب، تجد أن إطلاق النار على هؤلاء الرجال متعة رائعة ، سأقاتل مع جنودي هناك ، لأن قتال هؤلاء في الحقيقة أمر مسل للغاية ، من الممتع أن تقتل بعض الناس، أنا أحب القتال ” .

ويكفي مثلاً للاستدلال مشاهدة الفيلم الوثائقي الذي قام بتصويره الصحفي الإيرلندى جيمى دوران أثناء وجوده في أفغانستان . و أظهر فيه صور حقيقية لمجزرة بشعة ، قتل الأمريكيون والبريطانيون من خلالها حوالي (65) شخصا وقاموا بدفنهم في مقبرة جماعية رغم وجود أحياء من بينهم وقعوا جرحى وذلك في منطقة مزار شريف . كما كشف الفيلم عن مقتل حوالي (3000) شخص في منطقة صحراوية بالقرب من مزار شريف لم تتحرّك لأجل أرواحهم الغالية نخوة وشهامة أحد في عالمنا العربي والإسلامي ليقول : لماذا لا تبكون ولا تتحركون ولا تسنكرون عند قتل أبريائنا ؟!! ولماذا دموعكم لا تسيل إلاّ حينما يكون القتلى غير مسلمين ؟!!

رأي واحد على “لماذا لايتحركون عند قتل أبرياء آخرين ؟!

  1. المشكلة تكمن في ابتعاد الانسان عن انسانيته ، فالانسان كلما ابتعد عن انسانيته كلما جر هذا الابتعاد الويلات على البشرية برمتها لهذا ترى ان الاسلام اكد على الحفاظ على كرامة الانسان ـ وكرمنا بني آدم ـ وحرم قتل الانسان ـ من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ـ لذلك اعطت الاسلام مساحة واسعة من الاهتمام بالكرامة والنفس الانسانية و لا فرق ان كان هذا الانسان مسلما ام لا بدليل الآية الكريمة التي أشارت الى النفس دون تصنيف ، و الحضارة الغربية التي تتبجح ليل نهار بحقوق الانسان وتدعي انها في طليعة المدافعين عن كرامة الانسان هي لاتقيم وزناً لهذه الكرامة الا في شعاراتها الخاوية و الفارغة من المحتوى وهي اول من يحارب الانسانية باسم الانسانية

    إعجاب

أضف تعليق