راصد

التصريحات عن الأحوال المعيشية : نوعان

  نشأ خلال الأسابيع القليلة الماضية نوعان من التصريحات الصحفية يتعلقان بموضوع رفع أسعار المحروقات وما يُسمى ( إعادة ) توجيه الدعم للسلع والخدمات وعن التقاعد وكذلك الرسوم وما شابهها : النوع الأول : تصريحات منسوبة لمصادر معروفة هوياتهم ومناصبهم وأسمائهم ، تؤكد حماية المواطنين وعدم المساس بالدعم إلا بالصورة التي ترضيه وتزيد استفادته منه وتبشّر بأن الهدف هو تحسين مستوى معيشته وما إلى ذلك من كلمات منمّقة وتدبيجات ربما تسبح في التفاءل وتثير الآمال وتخفف من الروع والقلق . لكن لايفتأ أن يأتي النوع الثاني من التصريحات ليبدّدها وينسخها ويجعلها فاقدة القيمة و( المزيّة ) . والنوع الثاني من التصريحات التي أعنيها هي تلك المنسوبة لمصادر مجهولة المنصب والهوية والاسم ، يُكتفى بالإشارة إليها بلفظ ( مصادر مطلعة ) لكن صار في عرف الناس أن كلامها في الغالب ( مسمار في لوح ) وأن ما يصدر عنها هو الذي سيجري تطبيقه على الأرض ، وهو الذي سيمسّ صميم حياة الناس ويؤذيها بينما تصريحات النوع الأول تبقى حبيسة الأحبار التي كُتبت بها أو أنها مجرّد مادة للاستهلاك الإعلامي . في حين أن البرنامج العملي والتنفيذي لمسألة رفع أسعار الوقود و( إعادة ) توجيه الدعم وبقية التغييرات في الأمور المعيشية يتم استقائه من النوع الثاني من التصريحات .

ويكفي أن نشير في هذا الصدد إلى أن أول كلام خرج عن رفع الدعم وزيادة أسعار المحروقات قرأناه – على ما أعتقد – قبل حوالي شهرين ( أقل أو أكثر ) في تقرير لوكالة رويترز ، حيث نقل معلومات وبيانات وتوقعات لم يحدد مصدرها ، وهو بالضبط مثلما ذكرته صحافتنا المحلية خلال الأيام القليلة الماضية عن رفع أسعار الوقود ( الممتاز ) بنسبة (20%) ابتداء من الشهر المقبل . وذلك نقلاً عن ( مصادر مطلعة ) أي بحسب النوع الثاني من التصريحات الصحفية.

وبالتالي يسود اعتقاد بأن التصريحات المجهولة المصدر ؛ إنما هي تصريحات ( متعوب ) عليها ومصاغة بعناية ويُراد لمصدرها أن يبقى غير معروف حتى لايتحمّل وزر ردود الأفعال فضلاً عن أن بعضها مجسّات للرأي العام.

وبناء على ذلك فإن العيون عندما تمسك صفحات الجرائد هذه الأيام ( تتلاقط ) وتبحث عما يمسّ معيشتها في الأخبار مجهولة المصدر ( النوع الثاني من التصريحات ) أما المعروفة المصدر ( النوع الأول من التصريحات ) فلا تعيرها الكثير من الاهتمام لأنها مثلما يقولون (مأكول خيرها ) .

رأيان على “التصريحات عن الأحوال المعيشية : نوعان

  1. بمجرد المتابعة لما يتصدر صفحات الصحافة في الآوانة الأخيرة يظهر بشكل واضح ان كل المؤشرات تشير الى غلبة رأي المصادر المطلعة في ما يسمى بتوجيه الدعم – هذا المسمى الذي يراد منه التخفيف من وطأة هذا التوجه وطمأنة المواطنين فقط – وان هذه المصادر المطلعة تمسك بمفاصل القرار دون ادنى شك ولطالما طرقت أسماعنا أخبار تبشر بتحسين المستوى المعيشي للمواطن – نسمع جعجعة ولا نرى طحين -واذا بها تزيد حمله ثقلاً على ثقله

    إعجاب

  2. اخي الحبيب ابا فيصل حفظك الله

    السلام عليكم ورحمة الله
    الزيادات ستأتي غصبا عن الجميع، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط وشرب ماي البحر، مشكلتنا ومصيبتنا أن الأيام الجميلة التي لم نعشها بعد قد بدأت إماراتها وعلاماتها، ورؤية 2030 الواضحة الرؤية والتي تدخل في جيوب المواطنين مباشرة دون اعتراض من أحد هي الأخرى تنحر في جيوب المساكين، أما مجلس النواب فلن يستطيع هو الآخر فعل شئ يذكر، فالمبلغ الذي أعطي طيران الخليج كان الأجدر أن يعطى للخطة الإسكانية التي في اعتقادي انهم يريدون من الناس ان يعيشوا مع (الأسماك)..لذا فإنني اقترح من هذه المصادر أن تكون اكثر وضوحا ولتخرج رأسها من جحرها فلن يؤذيها أحد حتى لو أحرق نصف الشعب نفسه، وليش يحرق نفسه اصلا هو محروق (الجبد والقلب!!)
    سدد الله خطاك وقلمك
    محبك ابوعمار

    إعجاب

أضف تعليق