راصد

يوم 14 فبراير ومكرمة الألف دينار

لابد أن نستذكر بكثير من الامتنان أن يوم 14 فبراير 2001م هو بالتأكيد يوماً قد اختلف ماترتّب وبُني عليه عن سائر الأيام التي سبقته ، بل وتسطّر اعتباراً من هذا اليوم تاريخاً جديداً في البحرين كان من ورائه نيّات صادقة وسواعد مخلصة طامحة إلى البناء والتعمير ورفعة الوطن . هذا اليوم أحدث نقلة نوعية ربما لم تكن مسبوقة على مستوى العالم العربي ، وشهد بذلك الجميع .

إن نسبة قدرها 98.4% حظي بها الاستفتاء الشهير على ميثاق العمل الوطني الذي دشّن به حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفه عاهل البلاد المفدى مسيرة البحرين الإصلاحية ومشروعها التنموي الرائد هي نسبة – في الحقيقة – قياسية مقارنة بنسب للمشاركة والاستفتاءات الشعبية في مختلف دول العالم ومنها دول ذات ديمقراطيات عريقة وضاربة في القدم .

غير أن النجاح الحقيقي ليس شرطاً قياسه بالكمّ رغم ما للأرقام من أهمية وإنما الكيفية والفترة الزمنية التي تمت بها عموم هذه الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي لا يمكن أن ينكرها أحد ؛ هي ما يستوجب النظر إليها عند التقييم . ومهما جرى الاختلاف على طموحات وآمال مشروعة بشأن زيادتها وتطويرها  إلاّ أن التمنّي لا يمكن أن يُلغي فضل أن أجزاء كبيرة منها صارت بعد 14 فبراير 2001م موجودة على الأرض . وكل ما تحتاجه الآن هو استعداد وطني وتقدير صائب للأمور واستجابة فاعلة ومؤثرة ومتبادلة بين الحاكم والمحكوم للمضي في تطويرها وحسن التعامل مع المتغيرات والظروف العالمية .

ومهما كانت الأسباب والدوافع التي تعطي للبعض حق الوصاية على الشأن البحريني وتجييره نحو رؤيتها وتفسيراتها أو ماتتمناه لهذا الشأن أو التقليل من حجم الإنجاز في المشروع الإصلاحي ذي العشر سنوات فقط إلاّ أنّ عصـر اليــوم أصبح هو عصر الإعلام ، وليس بإمكان أحد أن يظلم البحرين فينفي عنها أن يوم 14 فبراير 2001م كان يوماً فارقاً بين ما قبله ومابعده .

لاتفرغوا المكرمة من مضمونها :

نرفع الأكفّ بالحمد للمولى عز وجل ثم الشكر والامتنان لجلالة الملك المفدى على مكرمته السامية بصرف ألف دينار لكل أسرة بحرينية حيث أنها – بدون شك – ستسهم في تفريج بعض الضوائق المعيشية . لكن الخوف والقلق بدأ ينتاب الكثير من المواطنين من أن تقوم الجهات المعنية بتنفيذ هذه المكرمة السامية بوضع شروط ومعايير وتصنيفات وإجراءات واستثناءات تفرغها من مضمونها وتُفسد على الناس فرحتهم بها وتؤخر حصولهم عليها أو ( تمرمطهم ) من أجل استحقاقها . ولعل تجربة علاوة الغلاء لازالت ماثلة أمام الأعين !! ومن المهم ألاّ يخرج علينا أحد فيستثني المتقاعدين أو المستحقين عنهم من هذه المكرمة السامية .

 

أضف تعليق