بين يدي قصة مواطن بحريني ، من عائلة كريمة ومعروفة ، بلغ من العمر (72) عاماً قضى منها مدة (43) عاماً في وزارة التربية والتعليم ، وذلك خلال الفترة من أكتوبر 1955 حتى ديسمبر 1999م ، حيث تدرّج في شتى وظائفها التعليمية والإدارية ، وكان على رأس الفريق الذي استطاع خفض نسبة الأمية في المملكة إلى أدنى مستوى لها أقل من 4 % في الفئة المستهدفة ( 10 – 15 سنة) بين بلدان الخليج والبلدان العربية . بذل وعمل وأنجز ، ويقول بكل فخر ” أني أعطيت لبلادي أكثر مما أخذت منها مادياً وهذا هو قمة العطاء ، ولكني أخذت منها شرف انتمائي وذريتي وعائلتي لهذه الأرض الخصبة وهذا يكفيني “
هذا المواطن المخلص ذي الـ (43) سنة خدمة في مجال التربية والتعليم حصل على بيت إسكان في العام 1978 م في منطقة عراد من البيوت المسقوفة بالصاج المسمى ( Vi King) ولأن هناك زاوية أرض من الجهة الغربية يمكن أن يطلبها وتدخل ضمن بيته كان عليه أن يدفع شهرياً قسطاً بمبلغ (90) ديناراً بينما جيرانه كانوا يدفعون قسطاً مقداره (70) ديناراً . وبالفعل وافق واستمر يدفع هذا المبلغ (90) ديناراً مدة عشرين سنة وتشهد سجلات وزارة الإسكان بذلك.
وفي بداية التسعينات طلب هذا المواطن من البلدية أن تعطيه من تلك الأرض (10) أقدام بطول البيت لزراعتها – والتي كلفته هذا المبلغ الكبير مدة (20)سنة – فأعطوه الترخيص شريطة أن يلتزم بالهدم عندما تطلب منه البلدية هذه الأرض لغرض النفع العام وليس الخاص . وبقيت زاوية كبيرة من الأرض غرب بيتي وشمال بيت جار.
يواصل هذا المربي الفاضل قصته فيقول أن البيت المجاور له قد باعه مالكه الأصلي إلى شخص آخر ، وهذا الآخر باعه إلى ثالث ، ويمكن لتلك الأرض – التي كان يدفع عنها قيمة ضم بضعة أقدام لبيته (90) ديناراً لمدة (20) سنة – أن تدخل بين بيته وبيت جاره ويتقاسماها لأنها مشتركة بينهما .
ومضت السنوات على هذا الحال قبل أن يتفاجأ صاحبنا بالمالك الجديد ( الثالث ) للبيت المجاور له يطلب منه هدم جدار بيته وإرجاع العشرة أقدام لأنها دخلت في أرضه حيث حصل على وثيقة هبة هذه الأرض من جلالة الملك ، وجلالة الملك المفدى قد اعتمد وثيقة أقرتها وزارة الإسكان.
تم استدعاء صاحبنا إلى مركز الشرطة ومنه دخلت إلى ساحة القضاء ، وإليها توجه هذا المواطن البحريني بسؤال : كيف لوزارة الإسكان أن تعطي شخصاً أرضاً على الورق وهذه الأرض مشتركة تقع بين مالكين ؟! أليس من العدل والإنصاف أن ترسل وزارة الإسكان مهندساً ليرى الموقع أو على الأقل تستدعي المالكين لتضعهما في الصورة قبل إصدار الوثيقة خاصة أن المتضرر هو مالك أصلي لبيت منذ 1978 وكان يدفع زيادة في قسط بيته بسبب هذه الأرض التي تم أخذها منه فجأة بكل صمت ، ودون مبالاة ودون مراعاة لحق ( الجيرة ) والشراكة فيها ؟!
أرفع قضية هذا الرجل الذي خدم البحرين ما يربو على الأربعين عاماً في أشرف ميدان ، وهو ميدان التربية والتعليم إلى معالي وزير الإسكان لعلّه ينصفه ويشعره أن بالإمكان أن يجد من يقف معه ويصغ إليه ، احتراماً والتزامأ – أولاً – بحقه في الشراكة في هذه الأرض المشتركة بينه وبين جاره ، وكذلك – ثانياً – تقديراً وعرفاناً بخدماته وإنجازاته .